نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 227
مرضاة الله، وتثبيت الحق، وإقامة العدل، كما أورثتهم خشية زائدة في المواقف التي تحسن فيها الخشية؛ إذ تصد المؤمن عن محارم الله، وتكفه عن معصيته، قال الله تعالى في وصف المؤمنين في سورة "آل عمران: 3 مصحف/ 89 نزول":
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ، إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .
ولنا من عمر بن الخطاب مثل رائع في ذلك؛ إذ كان شجاعًا قويًّا ذا بأس لا يخاف في الله أحدًا، وكان إلى جانب ذلك وقافًا عند حدود الله، مشبعًا بالخشية منه، والخوف من عقابه.
ب- وينظر الإسلام إلى ما لدى طبيعة الإنسان من كرم وما لدى طبيعته من بخل فيحسن الانتفاع من كل منهما في الجهة الملائمة له.
وذلك إذ يمتص ما لديه من بخل في الحرص على ما عند الله من نعيم مقيم، والحرص على كل عمل يربح تجارته عند الله في دار البقاء، ويوجه ما لديه من كرم للبذل في سبيل الله، والإنفاق في مواطن البر التي يستحق بها رضا الله وثوابه.
وتأثرًا بهذه التربية الإسلامية الرفيعة نلاحظ أولياء الرحمن يبذلون الألوف المؤلفة فيما يرضي الله، ويبخلون بأقل القليل من كل مجال يسخطه.
أما نزغات الشيطان فتعمل على العكس من ذلك؛ إذ توجه ما لدى الإنسان من كرم وسخاء لبذل أمواله في الشهوات واللذات المحرمة ومواطن التفاخر بين الناس، وتوجه ما لديه من بخل للإمساك عن الإنفاق في سبيل الله ومواطن البر، وتحذره من الوقوع بالفقر والحاجة كلما اندفع للبذل في سبيل الله وابتغاء مرضاته.
وتأثرًا بهذه النزعات نلاحظ أولياء الشيطان يبذلون الألوف المؤلفة في الفواحش والموبقات، ومواطن التفاخر بين الناس، ويبخون بالدارهم وأعشارها.
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 227