نام کتاب : الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده نویسنده : عبد الله المطوع جلد : 1 صفحه : 69
والضلال، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، واتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم من الضلال؛ ظانين أنهم أدرى بالحق، وأعلم بطريق الهدى.. عدلوا عن عبادة الله وحده إلى عبادة الأولياء والصالحين من الأموات والأحياء، يستغيثون بهم في النوازل والكوارث، ويقبلوا عليهم في الحاجات والرغبات، ويعتقدون النفع والضر في الجمادات كالأحجار والأشجار، ويعبدون أهل القبور، ويصرفون لهم الدعاء والنذور في حالتي الضراء والسراء، زائدين على مشركي الجاهلية الأولى، حيث كانوا إذا مسهم الضر لا يدعون إلا الله مخلصين له الدين، أما إذا نجاهم الله؛ فهم يشركون، لكن هؤلاء أحبوا أوثانهم من دون الله محبة أعظم من محبتهم لله؛ سرت في سويداء قلوبهم، وبدت على صفحات وجههم، وألستنهم وجوارحهم، وبذلوا أعمارهم وحياتهم في دفع الحق ومن يبديه.
وهذا ليس في قطر دون آخر، ولكنه في غالب الأقطار، كما أنه ليس في أول زمن الشيخ فحسب، بل كان بدؤه من قديم، حيث حدث التغيير ولابتداع والاختلاف بعد زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمان من بعده من أهل القرون الفاضلة، ثم تعاقبت العصور وتوالت السنون، والغي يزداد، والضلالة تنتشر، حتى جاء من اعتقد أن الدين هو ذلك الضلال والبدع؛ لأنهم وجدوا آباءهم وأجدادهم وأسلافهم عليه، فقالوا: إنا على آثارهم مقتدون.
نام کتاب : الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده نویسنده : عبد الله المطوع جلد : 1 صفحه : 69