الأساس الثاني: وضع مناهج للتعليم تتحقق بها تلك الغايات.
بحيث تشمل المناهج كل ما تحتاج إليه الأمة في حياتها على أساس دينها الذي تضمنه كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- مما يحقق لها السيادة التي ترضي ربها في الأرض.
ما تجب مراعاته في وضع المناهج.
ويجب أن يراعى في وضع المناهج الأمور الآتية:
الأمر الأول: السبر الشامل لكل ما تحتاج إليه الأمة من العلوم.
وهي كل العلوم التي تمكنها من النهوض والتقدم واعتلاء مقعد القيادة الربانية للبشرية، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بالخليفة: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً سواء كانت تلك العلوم من فروض العين، وهي التي تتعلق بجميع المكلفين ولا يكفي أن يقوم بها أحد عن آخر، كأركان الإسلام وأركان الإيمان، أو فروض الكفاية وهي التي تسقط عن بقية الأمة، إذا قامت بها طائفة كافية عددا وسدَّ حاجة، كالعلوم السياسية، والقضائية، والاقتصادية، والهندسية والطبية، والصناعية، والحِرفية، والفلكية، والعسكرية، وغيرها.
ثم يوضع لكل علم منهجه الخاص به من قبل ذوي الكفاءة فيه والاختصاص، ويخصص له من الزمن ما يكفيه.
الأمر الثاني: أن يراعى في وضع المناهج ما يتناسب مع العصر.