responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد    جلد : 1  صفحه : 288
ملاحظات على الفلسفة الماركسية:
1- تصف الماركسية الدين بأنه "مخدر" لأنه يدعو إلى تأليه غير المحدود في الوجود، وهي تقف عند المحدود الذي هو الحس، وبأنه يدعو إلى تقديس علة عامة للوجود وراء الحس والشاهد وهي تنكر وجود ما عدا الحس والشاهد، وبأنه يدعو إلى "القيم" الأخلاقية و"المثل العليا" الثابتة، وهي لا ترى ثباتا لشيء على الإطلاق! كما لا ترى قيما ولا مثلا فيما عدا ما يوحي به الحس وما يقدمه للإنسان من متع حسية، وما يسد به حاجة بدنه فقط، إذ المتع العقلية عندها ظواهر، أو صدى للمتع الحسية، ولعلاقات الإنسان الطبيعية التي يعيش فيها.
تصف الدين عامة بأنه مخدر؛ لأنه يقف في طرف مقابل لما تؤمن هي به.
وتصف المسيحية الأرثوذكسية على الخصوص بأنها "سلطة" تعوق "الانتقال" أو "التقدم" في سير العالم، كلازمة لمبدأ "النقيض" في الوجود؛ لأن لهذه الكنيسة نفوذا سياسيا وروحيا استخدمته في تأييد الوضع السابق على الثورة الحمراء ضد القيصرية، فكانت تؤيد "الرجعية" ولا تؤيد "التقدم" الذي يدعو إليه "التطور" بوجه خاص.
وهي لا تعيب الدين عامة؛ لأنه يدعو إلى الاعتقاد والإيمان، ويحمل أتباعه على تقديس ما يراه أهلا للتقديس من الموجودات, لا تعيب الدين بذلك؛، لأنه نفسها تدعو إلى "الاعتقاد" و"الإيمان"، وتحمل في عنف وإصرار- لا عن اقتناع- على "تقديس" ما تراه أهلا "للتقديس" و"العبادة". هي نفسها تدعو إلى عبادة "الدولة" وتدعو إلى الصلاة في محراب "العلم" وتأخذ على الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية نظام "الكهنة"، و"المجمع المقدس" وعقيدة "عصمة" البابا، وهي ذاتها تضفي على "الحزب" الشيوعي، و"رياسة" هذا الحزب لونا سميكا من "القداسة" و"الاعتبار" لا يتردد في قيمته فضلا عن أن يناقش فيه!! هي تدعو إلى "عبادة" و"معبودها" هو الدولة، وتدعو لذلك عن طريق الفلسفة، فهي "وثنية" باسم الفكر!! ثم إذا هي تنكر إله الكنيسة؛ لأنه فيما وراء الطبيعية لا يحس، تدعو في الوقت نفسه إلى عبادة ما لا يحس ولا يشاهد، وهو الدولة، أو المجتمع. وإلا فإين مكان الدولة ومكان المجتمع فيما وراء التصور الذهني؟!

نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست