نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 287
3- واستخدمت مبدأ "التعويض" في الدين، الذي اتجه إليه "فيرباخ" في فلسفته الإنسانية الطبيعية، وعلى نحو ما دعا "فيرباخ" إلى جعل "علم الإنسان" بدل الدين، وإلى جعل "الإنسانية" معبود الإنسان وإلهه الأكبر جعلت الماركسية "الجماعة" و"الدولة" "معبود" الإنسان، وجعلت "العلم المادي" مصدر التوجيه له في حياته، بدلا من الوحي, أو بدلا من العقل كمصدر للمعرفة وإذ تجعل الدولة "معبود" الإنسان، فالآخرة ليست وراء هذه الحياة التي نعيش فيها، والجزاء ليس في دار أخرى، بل هو في هذه الدار وحدها. و"القربى" التي كان يتقرب بها عابد الله إليه هي هنا في إنكار "الفردية"، وفي العمل من أجل الدولة.
4- وإذ تختار الماركسية التفسير المادي التاريخي في التدليل على صحة مبدأ "النقيض" -كمبدأ ضروري- في تحول الجماعة وانقلابها إلى دولة ذات طبقة واحدة عمالية، لا توافق "فيشته" على أن التاريخ يكونه عظماء الفكر والسياسية ... وإنما تقر عكس ذلك: تقر قوة واحدة مادية فيه كقوة مكونة له وموجهة لسيره، هي القوة الاقتصادية: فهي القوة الخالقة المحددة للمجتمع ولعظماء الفكر والسياسة.
5- واستخدمت فكرة "العقل المجرد"، التي عرفت لـ "هيجل" على نحو "نفسي" لا فكري، وذلك كي تشرح نمو الإنسان وتطوره وتفكيره، واتجاهه في حياته، متأثرة في ذلك بتصوير "اشتين تال"، وهو ترتب على ذلك وجوب العناية بكل ما هو "شعبي": من لغة عامية، وفن، وعادات، وتبالغ في تقديرها وتفضيلها.
هذه هي الأسس الفكرية العامة للماركسية -كمذهب فلسفي- قبل أن يكون في صحبتها عمل "الدعاية" الشيوعية، وهي فلسفة أرادت أن تحل مشكلة "عدم التوازن" بين طبقات المجتمع الألماني، وبالأحرى تزيل التنافر هناك بين أصحاب الصناعات من جانب، وعمال المصانع من جانب آخر، ومن أجل ذلك أخذت الطابع الاقتصادي. هي علاج لحال قائمة إذ ذاك، أو هي "تبرير" لرغبة في وضع معين يسود علاقة خاصة في جو الحياة الأوروبية، والأسس الفكرية التي استعارتها من المدارس الفلسفية السابقة عليها، لم تعد لها -على نحو ما رأينا- لأنها في ذاتها تحتاج إلى تعديل من الوجهة الفكرية، وإنما لكي تتلاءم مع "الرغبة" المطلوبة، وتكون لها
صفة "التبرير" لشيء، تكون قبلا في نفس المؤسس الأول لها.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 287