responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد    جلد : 1  صفحه : 290
ضياع "القوميات" وذهاب استقلال الشعوب فيما هو أعم منها؛ لأن انطواء الشيء على نقيضه، أو -بتعبير الماركسية- الصراع بين الشيء، ومقابله سينتهي بالجماعات الصغيرة، والدويلات، والشعوب، والدول، إلى الانصهار في العالمية، كجامع للدعوى ومقابل الدعوى Syu-thesis وتشجيع الشيوعية لاستقلال الشعوب، هو تمهيد لفصل هذه الشعوب وعزلها ثم الانقضاض عليها في صور شتى من صور الانقضاض، وهو -في الوقت نفسه- عمل دعاية أكثر منه نتيجة للفلسفة الماركسية، والإيمان بـ"الثورة والانقلاب".
كما أن الصراع بين الرأسمالية والعمل، أو بين أصحاب رءوس الأموال والعمال -بناء على تطبيق مبدأ النقيض- سينتهي بالطرفين إلى تمليك الدولة؛ لأنها عندئذ الجامع بين الدعوى ومقابل الدعوى!! ولكن الدولة[1] لا يمثلها ولا يباشر تنفيذ قوانينها إلا بعض من أفراد المجتمع، وهم "القادة" وقد اختارتهم "الطبيعة" -تطبيقا لمبدأ داروين- لأن يكونوا قادة! وشأن بقية أفراد المجتمع بعد ذلك مع هؤلاء القادة، شأن المساهمين في الشركات المساهمة مع مجلس الإدارة المنتدب، الذي تكون بحكم الكثرة العددية في حيازة الأسهم لدى أعضائه، فالشركات المساهمة وإن استوعبت جميع المساهمين، لكن مجلس الإدارة وحده هو الذي يمثلها ويدير شئونها، وموافقة الجمعية العمومية -التي تنعقد من المساهمين عامة على تصرفات مجلس الإدارة- موافقة شكلية.
وبمقتضى مبدأ "النقيض" أيضا، سينتهي الصراع بين الطبقات في الجماعة وينحل في حكومة الدولة، أي: سينتهي إلى حفنة من "المحتكرين" ولكن في صورة مغايرة لحفنة الرأسمالية، وإذا كانت الرأسمالية تمثل "عصابة" في نظر الماركسية، فإن الدولة الشيوعية في حقيقة أمرها أيضا "عصابة" بمقتضى منطقها هي نفسها.
فهل الفكر الفلسفي للماركسية هنا نوع من الخداع، قصد به إبعاد طرفي "الكفاح" -وهما أصحاب العمل والعمال معا- عن موضوع النزاع،

[1] الدولة ليست هي المجتمع، فالمجتمع يشمل جميع الأفراد الذين يعيشون معا ضمن نطاق معين من الروابط, والدولة هي الجهازات المختلفة التي تصون الأمن الداخلي والخارجي لهؤلاء الأفراد.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست