responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد    جلد : 1  صفحه : 291
كي تتمكن فئة قليلة من هذا الموضوع "وهو المال أو الملك"؟؟ هل منطق الماركسية يمكن أن يصفها هي نفسها بأنها "مخدر"، كما وصفت هي الدين بأنه "مخدر" قبل ذلك؟؟
إن الماركسية تصر -في تطبيق مبدأ النقيض- على أن كل شيء ينتقل إلى مقابله، ثم ينتقل المقابل إلى جامع بين الشيء ومقابله: فرأس المال سينتقل من الرأسماليين إلى مقابلهم وهم العمال، ثم ينتقل إلى "الدولة" التي تجمع الطرفين معا. ثم إن الصراع بين الدول الصغيرة سينتقل بها إلى دولة كبرى، والدول الكبرى بمقتضى الصراع بينها ستتحول إلى "العالم الواحد"!! ترى هل سيقف مبدأ النقيض هنا عندما تتحقق وحدة العالم؟ أم أن هذه الوحدة العالمية ستتفتت من جديد "تبعا؛ لأن الشيء -وهو هنا وحدة العالم- ينطوي على نقيضه" إلى دويلات، وهكذا؟ إن الماركسية كما تؤمن بمبدأ "النقيض" وتلزم الناس بقبول نتائجه، تؤمن أيضا بالتخلف عن كثير من نتائجه، تؤمن بالوقوف به في سيره عند الوصول إلى الدولة ذات الطبقة الواحدة، وهي الدولة الشيوعية! وهذا مما يجعل الفلسفة الماركسية فلسفة "تبرير"، أكثر منها فلسفة تخدم الحقيقة بالكشف عنها ويجعلها فلسفة هوى ورغبة أكثر منها فلسفة فكرة لها اعتبار عام!
4- وأخيرا لم تكتف الماركسية في استخدام مبدأ النقيض في "الشيء" و"القيمة" و"الجماعة"، وفي أن تتوسع في هذا الاستخدام، حتى تصل إلى أن وقوع "الشيوعية" الدولية في الجماعة الإنسانية وفي مستقبل البشرية ليس حادثا مترقبا فحسب، بل هو ضروري الوقوع، وتصل كذلك إلى أن "الدولة الشيوعية" أفضل أنواع الدول السابقة عليها ... لم تكتف بأن تتوسع في استخدام هذا المبدأ لتبلغ هذه الغاية, وإنما هي تتدخل في سير "الانتقال" و"تحول" الشيء إلى نقيضه، فتعلن أن الانتقال يسير بالتدريج من الشيء إلى مقابله, حتى إذا وصل إلى درجة معينة وقع "انقلاب" وحصلت "ثورة" فجائية تعجل بإتمام الانتقال إلى الضد! وتمثل لذلك بتحول الماء وانتقاله إلى بخار عن طريق الحرارة! وتنادي من أجل هذا بـ"الانقلاب" وبـ"الثورة الحمراء" في الجماعات غير الشيوعية، لتستعجل الوصول بهذه الجماعات إلى جماعات شيوعية، فيكف هي بعد ذلك تدعو إلى "السلام" مع أنها تؤمن بالانقلاب؟؟ !! ثم هل "السلام" الذي تدعو إليه يتضمن في نفسه العنصر المقابل له وهو "الحرب"، ككل

نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست