نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 295
أما مذهبها الفكري -كما قدمنا- فيعتمد على المبادئ الآتية:
- على "التغيير" وأن كل شيء يتغير، حتى القيم والمعاني؛ فالخير والجمال والحق وبالتالي الأخلاق والدين تتغير. فليست هناك قيم ثابتة، ولا معان عامة لها اعتبارها الدائم في كل وقت. و"الله" لذلك، ليس له معنى ثابت!!
والشيوعية قامت في تلك المعاني والمقيم على الأشياء المحسوسة في الطبيعة، وآمنت بالطبيعة وبالقياس "الاختبار" و"التجربة" فيها لتعرف حقائق مظاهرها، واتخذته نفسه -دون أي مقياس آخر- مقياسا للمعرفة، وبذلك أنكرت "استقلال القيم والمعاني"، كـ"الروح" و"العقل" عن المادة، بعد أن أنكرت "ثباتها"وعدم تغيرها.
وهذا "التغير" ينتقل من حال إلى حال بالتدريج حتى يصل إلى مرحلة معينة، تتدخل عندها "الثورة" و"الانقلاب"!! ولذلك كانت الدعوة إلى "الانقلاب" في الصراع بين طبقات الجماعة -كأمر يخضع للتغيير- نتيجة لازمة لمبدأ التغير وخطوات سيره.
وكنتيجة لمبدأ التغير في الجماعة، والصراع بين طبقاتها، تنتقل الملكية للدولة دون الأفراد من الملوك، ثم من أصحاب المزارع، ثم من أصحاب رأس المال, ثم من عامة الرعايا، ويصبح المجتمع عندئذ جماعة من طبقة واحدة عمالية! وتسوق الشيوعية للتدليل على صحة هذه المبادئ ما تسميه بالتفكير المادي الاقتصادي للتاريخ، وما تحاول أن تفعله من قياس القيم الخلقية، والروحية والعقلية على الأشياء الحسية الطبيعية.
وأما الدعاية الشيوعية فتسلك -هنا في هذا القطاع- طريق الاستخفاف والتحقير لما يقف أمام أفكار الفلسفة الماركسية من مبادئ وتعاليم وتقاليد، كانت في المجتمع السابق عليها:
- فمبدأ كون القيم ثابتة -وهو ذلك المبدأ الذي يمثله الدين، وتمثله الفلسفة المثالية- عدو للشيوعية؛ لأنه يضاد عندها مبدأ التغير في كل شيء، في الشيء الطبيعي، والمجتمع الإنساني، والقيم الأخلاقية!! والأخلاق القائمة على المعاني والمثل الخالدة -التي لا تتغير في نظر علماء الأخلاق، وهي الفضائل والرذائل- يجب أن تحاربها الدعاية الشيوعية بأسلوب التهكم والاستهتار!! والدين -لأنه ينادي بالقيمة الثابتة لله،
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 295