responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد    جلد : 1  صفحه : 75
في سنة 1876م، كما قامت بإنشاء نظام الرقابة الثنائية لمراقبة مصروفات الحكومة من اثنين: أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي, وبإنشاء لجنة مختلطة لإدارة السكك الحديدية وميناء الإسكندرية، ثم تطورت الرقابة الثنائية إلى تأليف وزارة مختلطة برئاسة نوبار باشا -المنحدر من أصل أرمني، يدخلها وزير إنجليزي لوزارة المالية وآخر فرنسي لوزارة الأشغال، نعم كان الاحتلال البريطاني الرسمي في سنة 1882م، أي: بعد ما أبعد جمال الدين عن مصر في سنة 1879م، ولكن إذا عرف إن إبعاده عن مصر قبل الاحتلال البريطاني بثلاث سنوات كان بمشورة القنصل الإنجليزي "المستر فيفان" على الخديوي توفيق -إذا عرف هذا- ربما يتضح مقدار النفوذ الأوروبي، الممثل في النفوذ البريطاني بمصر، على عهد إقامة جمال الدين بالقاهرة، والتهمة التي وجهت إلى جمال الدين لإبعاده عن مصر، كانت هي: أنه يرأس "جمعية من الشبان ذوي الطيش تجتمع على فساد الدين والدنيا".
أما احتكاك جمال الدين المباشر بالسلطة البريطانية في الهند: فيتضح من زياراته الثلاث لهذه البلاد.
وقبل هذا وذاك، كان احتكاكه بهذه السلطة على عهد تنازع الأسرة المالكة في أفغانستان على الحكم والملك، بتشجيع الدسائس الإنجليزية، وقد اضطر هو إلى الرحيل من أفغانستان إلى الهند تحت ضغط هذه الدسائس.
- ففي المقال الافتتاحي، لأول عدد من جريدة "العروة الوثقى"، يصور جمال الدين حادث الاحتلال البريطاني لمصر على أنه كارثة على العالم الإسلامي، وقد أهاب بالمسلمين -بباعث من دينهم- أن يتكاتفوا لدفع بلاء هذا الاحتلال.
يقول1:
"إن الخطر الذي ألم بمصر نفرت له أحشاء المسلمين، وانكلمت به قلوبهم، ولا تزال آلامة تستفزهم ما دام الجرح نقارا، وما هذا بغريب على المسلمين، فإن رابطتهم الملية أقوى من رابطة الجنس واللغة، وما دام القرآن يتلى بينهم، وفي آياته ما لا يذهب على أفهام قارئه فلن يستطيع الدهر أن

1 مجموعة العروة الوثقى ص28, 29.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست