نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 76
يذلهم. إن الفجيعة في مصر حركت أشجانا كانت كامنة، وجددت أحزانا لم تكن في الحسبان، وسرى الألم في أرواح المسلمين سريان الاعتقاد في مداركهم، وهم من تذكار الماضي ومراقبة الحاضر يتنفسون الصعداء، ولا نأمن أن يصير التنفس زفيرا، بل نفيرا عاما، تكون صاخة تمزق من اسمه الطمع".
ويقول في موضع آخر1:
"نرى أهل هذ الدين -الإسلام- في هذه الأيام، بعضهم في غفلة عما يلم بالبعض الآخر، ولا يألمون لما يألم له بعضهم".
"فأهل بلوخستان كانو يرون حركات الإنجليز في أفغانستان على مواقع أنظارهم، ولا يجيش لهم جأش، ولم تكن لهم نعرة على إخوانهم".
"والأفغانيون كانوا يشهدون تدخل الإنجليز في بلاد فارس، ولا يضجرون ولا يتملمون".
"وإن جنون الإنجليز تضرب في الأرض المصرية ذهابا وإيابا، تقتل وتفتك ولا نرى نجدة في نفوس إخوانهم المشرفين على مجاري دمائهم، بل السامعين لخريرها من "حلاقيمهم" الذين احمرت أحداقهم من مشاهدتها بين أيديهم وأرجلهم وأيمانهم وشمائلهم!! أما وقد مضى الزمن الكافي لظهور غدرهم وسوء نيتهم، فلا يوجد من الأهالي المصريين من يميل إليهم، بل لا يوجد إلا من يبغضهم, ويود لو يعمل عملا لهلاكهم، ولكن الوهم هو الذي يجسم المخافة ويكبح العزيمة"[2].
"فيأيها المصريون: هذه دياركم وأعراضكم وعقائد دينكم، وأخلاقكم وشريعتكم، قبض العدو على زمام التصرف فيها غيلة واختلاصا. فقد رأيتم أنه أفسد شئونكم، وأقلق راحتكم، ووهب من بلادكم لأعدائكم، وأضر بمنافعكم العامة، وقصد إلى التدخل فيما يختص بأموركم، كالأوقاف"[3].
1 مجموعة العروة الوثقى ص74. [2] العروة الوثقى ص236. [3] المصدر السابق ص249.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 76