الإتباع للسلف
لقد كثرت الأقاويل حول الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته، فافترى عليه نفر من الناس، وخاضوا في الحديث عن دعوته بغير علم، وكأنه كان بدعا في تاريخ المصلحين، أتى لهم بمذهب جديد.
والحق أن دعوته هي دعوة الإسلام، ومنهاجه الرشيد، نهجها الاتباع لا الابتداع، ترد الناس إلى الشريعة الإسلامية في مصدريها الأساسيين: القرآن، والسنة، وهي -مع ذلك- تقدر المذاهب الفقهية المعتبرة، والاجتهادات الفرعية المستندة على الدليل من الكتاب والسنة. يقول الشيخ محمد في رسالته إلى (السويدي) من علماء العراق: ((وأخبرك أني -ولله الحمد- متبع، ولست بمبتدع، عقيدتي وديني الذي أدين الله به، مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين، مثل الأئمة الأربعة، وأتباعهم إلى يوم القيامة)) [1].
وفي رسالته إلى علماء بلد الله الحرام يقول:
((فنحن -ولله الحمد- متبعون، غير مبتدعين، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل)) [2]. [1] مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، 5/36. [2] مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، 5/40.