ويؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب على أن دين الله الحق، هو الذي بعث الله به محمدا ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ؛ لأن الله ـ عز وجلّ ـ أعطى رسوله جوامع الكلم، وأنه -عليه الصلاة والسلام- يتكلم بالكلمة الجامعة، وبهذا أكمل الله لنا الدين، وأغنانا بهذا عن إِحداث شيء في الدين ليس منه، فإِنه يكون بدعة وضلالة. يقول الشيخ:
((اعلم -أرشدك الله- أن الله -سبحانه وتعالى- بعث محمدا ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بالهدى الذي هو العلم النافع، ودين الحق الذي هو العمل الصالح، إِذ كان من ينتسب إِلى الدين، منهم من يتعانى بالعلم والفقه، ويقول به كالفقهاء، ومنهم من يتعانى العبادة وطلب الاَخرة، فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين. ومن أعظم ما امتن الله به عليه، وعلى أمته أن أعطاه جوامع الكلم، فيذكر الله تعالى في كتابه كلمة واحدة، تكون قاعدة جامعة، يدخل تحتها من المسائل ما لا يحصى، وكذلك يتكلم رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بالكلمة الجامعة.
ومن فهم هذه المسألة فهماً جيداً فهم قوله تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة من الآية: 3] ، وهذه الكلمة أيضا من جوامع الكلم؛ إِذ الكامل لا يحتاج إِلى زيادة.
فعلم منه بطلان كل محدث بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وأصحابه، كما