responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاضر العالم الإسلامي نویسنده : علي جريشة    جلد : 1  صفحه : 131
لهذا كله لا يمس الدعاية المجريون الدين مسًّا مباشرًا في محادثاتهم أثناء ممارستهم نشر الإلحاد بين أفراد المؤمنين, ولكنهم بعد أن يمهدوا بإثارة فضول المؤمن يتحوَّلون إلى نقد الدين. وها هو ذا مثال نسوقه للمعلمة ب. وليفا, من كولخوز "أكتوبر" في ضواحي سمرقند.. ففي المنزل عندما تجري هذه المعلمة محادثات مع المتدينات حين يفدن عليها كل مساء لشرب الشاي والاسترواح, وذلك دون أن يشعر أيًّا من المشتركات في الحديث أنها دعوة لكي تنبذ دينها, ويدور الحوار في يسر وبلا تكلف عن أحداث العالم وأنباء الكولخوز, لكن ربة المنزل هي التي تحدد لون الحديث, ثم توجه الكلام تدريجيًّا ودون أن تلحظ الأخريات إلى الموضوع المقصود, فتطرح الأسئلة ثم تتولى هي بنفسها الإجابة, وحينما يستولي موضوع الحديث على ألباب المؤمنات؛ حينئذ فقط تبدأ في الكلام بحرارة وإقناعٍ عن ضرر الرواسب الدينية.
وهذه قصة يرويها ملحد من موسكو يسمَّى ل. ح. جوميروف، تمكَّن من إخراج العاملة رحيمة بارنجلوفا من دينها، يقول الملحد: "أخذت بصفتي ملحدًا أزور شقة العاملة المتدينة رحيمة, وكنت أحادثها طويلًا وأقرأ الكتب جهرًا.. وكانت رحيمة تصمت في أكثر الحالات, ولكنها كانت تصغي إلي باهتمام, وكان واضحًا أن هذه القصص تجذب اهتمامها.. من العسير أن تتصور الأمر, لقد سمعت مني لأول مرة عن الأبطال من النساء السوفيت, وعرفت لأول مرة أسماء المشتغلات بالعلم من السوفيت.. وتكلمنا معها عن غزو السوفيت للفضاء.
وقد أزعجها كثيرًا هذا الموضوع وأذهلها على وجه الخصوص أنَّ رجال الفضاء لم يخافوا الله, بل ربما خافهم الله ما دام لم يحل بينهم وبين أن يصعدوا إلى مثل هذا الارتفاع.. وكان على ل. ح جوميروف أن يحادثها طويلًا إلى أن خلعت رحيمة ربقة الدين من عنقها نهائيًّا.
ومن الأيسر على الداعية إلى الإلحاد أن يحقِّق النجاح عندما يكون الرأي العام بين المجموع مكيفًا على نحوٍ لا يفخر فيه الناس بتعليق آيات القرآن في منازلهم, بل يكون مدعاة للخجل أن يعلقوا الآيات, أو أن يقسموا المنزل

نام کتاب : حاضر العالم الإسلامي نویسنده : علي جريشة    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست