المبحث السابع: شبهة خروج الشيخ على دولة الخلافة
ادعى بعض خصوم الدعوة السلفية أن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قد خرج على دولة الخلافة العثمانية، ففارق بذلك الجماعة، وشق عصا السمع والطاعة.
فيصف ابن عفالق التوحيد الذي عليه أتباع الدعوة السلفية، فيقول: (وأما توحيدكم الذي مضمونه الخروج على المسلمين ... فهذا إلحاد لا توحيد) [1]. وينعتهم عمر المحجوب مخاطباً لهم: (ووقعتم في شق العصا) [2] ونلاحظ أن ابن عابدين في حاشيته- كما سبق ذكره- قد وصف أتباع هذه الدعوة بأنهم خوارج، وذلك ضمن باب البغاة، وهم الخارجون عن طاعة الإمام بلا حق3
ويدعي دحلان أن أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب (فارقوا الجماعة والسواد الأعظم) [4] كما يدعي الزهاوي أنهم عرفوا (بالمروق عن طاعة أمير المؤمنين) [5] وإن كثيرا من الخصوم قد وصفوا الشيخ الإمام وأتباعه بأنهم خوارج، لأن من صفات الخوارج الخروج على إمام المسلمين، وشق عصا الطاعة بمجرد وقوعه في المعاصي التي دون الكفر الأكبر ...
ونوضح ذلك بما ادعاه العاملي حيث يقول:
(الخوارج استحلوا قتال ملوك المسلمين والخروج عليهم.. وكذلك الوهابيون) [6].
ويذكر صاحب كتاب "خلاصة تاريخ العرب" مبحثا بعنوان:
(المبحث السادس: في خروج الوهابية عن الطاعة) [7].
ويدعي عبد القديم زلوم أن الوهابيين بظهور دعوتهم قد كانوا سبباً في سقوط دولة الخلافة. [1] جواب ابن عفالق على رسالة ابن معمر، ق 57. [2] رسالة في الرد على الوهابية ص 4.
3 انظر: حاشية ابن عابدين 4/262.
4 "الدرر السنية في الرد على الوهابية" ص 32.
5 "الفجر الصادق" ص 73.
6 "كشف الارتياب" ص 115 باختصار. [7] سيديو، خلاصة تاريخ العرب، ترجمة علي باشا مبارك، ط 1، مطبعة محمد أفندى، مصر، 1309 هـ، ص 279.