عليهم[1] وكسؤاله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وهذا معنى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [2] فإنها القربة التي تقرب إلى الله وتقرب فاعلها منه، وهي الأعمال الصالحة) [3].
ويوجز الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنواع التوسل المشروع بقوله:
(التوسل المشروع الذى جاء به الكتاب والسنة هو التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحات، والأسماء والصفات اللائقة بجلال رب البريات، وكذلك التوسل إلى الله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته في حياته، وبدعاء غيره من الأنبياء والصالحين في حياتهم) [4].
ويبين الشيخ سليمان بن سحمان الترسل المشروع، وأنه ما كان في عرف الصحابة والتابعين فيقول:
(التوسل في عرف الصحابة والتابعين هو طلب الدعاء من الرسول في حياته كما كانوا يتوسلون به عند القحط، فيدعو الله ويستسقيه، فيسقيهم الله، ثم بعد مماته توسل عمر بدعاء عمه.. فهذا "من" التوسل المشروع، والشيخ -أي محمد بن عبد الوهاب- لا يمنع من هذا ولا ينكره) [5].
فالتوسل الشرعي معلوم ومفهوم بأدلته وأنواعه، وكما قال أبو السمح: (وأما التوسل إلى الله تعالى فقد أمر تعالى به إجمالا وتفصيلا، وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا حتى أصبح من فلق الصبح..) [6].
وقد فصّل القصيمي أنواع التوسل المشروع، فجعلها أحد عشر نوعا.. وهي في الحقيقة كلها مندرجة ضمن الأنواع الثلاثة من التوسل المشروع[7].
وهذا التوسل المشروع قد أقر به الشيخ رحمه الله، وكذا أتباعه، امتثالا لما شرعه الله تعالى لعباده من الوسائل التي تقربهم إليه. [1] حديث رواه البخاري ومسلم والنسائي وغيرهم. [2] سورة المائدة آية: 35.
3 "الدرر السنية" 2/85 باختصار، وانظر: "التوضيح عن توحيد الخلاق" ص 43.
4 "الدرر السنية" 9/232.
5 "الأسنة الحداد" ص 150، باختصار، وانظر: ص 231.
6 "الرسالة المكية في الرد على الرسالة الرملية"، ط 1، مطبعة المنار، مصر، 1349 هـ، ص 29. [7] انظر: "البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية"، مطبعة المنار، مصر، 1350 هـ، ص 22-25.