عبد الوهاب رحمه الله باسم "الوهابية" اتهاما بأنه مذهب جديد..) [1].
ويتحدث محمد عبد الله ماضي عن العوامل التي أدت إلى التشنيع على الوهابية.. فيذكر العامل السياسي فيقول:
(عامل سياسي يرجع إلى الخلاف الذي قام بين آل سعود الوهابيين وبين الدولة العثمانية التي كانت الجزيرة العربية جزءا من أملاكها وقت أن شرع الوهابيون يستقلون بالحكم فيها في القرن الماضي. ذلك الخلاف الذي سبب الحرب النجدية المصرية بين محمد علي والوهابيين، والذي صحبه وترتب عليه كثير من الدعايات ضد الوهابيين خصوم الدولة السياسيين وإظهارهم بمظهر المعتدي على الدين الخارج على تعاليمه حتى تسهل مقاومتهم ويتيسر القضاء عليهم.
وكذلك الخلاف السياسي بين آل سعود والوهابيين وبين أشراف مكة ثم بينهم وبين زعماء نجد المحليين ... ) [2].
ويوضح الشيخ محمد رشيد رضا آثار العداء السياسي مع بداية قيام الدولة السعودية الثالثة، وما فعله الأشراف ضد الدعوة السلفية، فكان مما قاله:
(كانت جريدة القبلة لسان الملك حسين آنذاك، تكيل التهم والأكاذيب على هذه الدعوة السلفية.
وقد أصدر الملك حسين عدة منشورات في جريدة القبلة سنة 1336هـ، وسنة 1337 هـ، رمى الوهابيين بالكفر، وقذفهم بتكفير أهل السنة، والطعن في الرسول ... وقام بعض أهل دمشق وبيروت يتقربون إلى الأشراف بطبع الرسائل في تكفيرهم ورميهم بالأكاذيب، ثم سرى ذلك إلى مصر، وظهر له أثر في بعض الجرائد..) [3].
(إن سبب قذف الوهابية بالابتداع والكفر سياسي محض، كان لتنفير المسلمين منهم لاستيلائهم على الحجاز، وخوف الترك أن يقيموا دولة عربية، ولذلك كان الناس يهيجون عليهم تبعا لسخط الدولة، ويسكتون عنهم إذا سكنت ريح السياسة) [4].
وهناك سبب رابع أدى إلى تراكم تلك المؤلفات المعادية للدعوة السلفية وهو دفاع هؤلاء الخصوم -وبالأخص الصوفية والرافضة- عن معتقداتهم الفاسدة وآرائهم الباطلة. [1] مجلة الزهراء، 1354هـ (صفر) ، ص 84، 85. وقد أشار إلى ذلك مسعود الندوي في كتابه "محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه" ص 147.
2 "النهضات الحديثة في جزيرة العرب" ط 2، دار إحياء الكتب العربية، 1372هـ، ص 59. [3] المنار، م 24، ح 8، ص 584- بتصرف. [4] المنار، م 24، ح 8، ص 584- بتصرف.