فلا تستحق ردا أكثر من احتقار صاحبها وكشف عورته وليس أبلغ من رد هذا الملحد[1] على نفسه فاسمع إلى ما يقوله بعد دعواه على الشيخ الكتمان. قال المعترض: فلما مات أبوه في نحو سنة 1143هـ ابتداء ابتدأ بإظهار مذهبه حتى سنة 1151 فأشهر أمره وأظهر دعوته وعقيدته في نجد وأطرافها) [2].
فالشيخ فوزان رحمه الله يقرر تفاهة هذه الفرية وحقارتها، بحيث لا يلتفت إليها ولا تستحق الاهتمام أو الرد، ثم يشير إلى عوار هذه الفرية ويكشف تناقض مفتريها وتضاربه، فيقول رحمه الله:
(فنقول لهذا الملحد: إذا فليس فيه كتمان، كما افتريته على الشيخ، فقد أبطلت دعواك بإقرارك بنفسك فإن ما أظهره الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى واشتهر به من الدعوة إلى كتاب الله تعالى واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثر السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من أئمة الهدى والدين، قد ظهر واشتهر أمره، فلا ينكره إلا معاند مثلك أيها المفتري الذي أكذب نفسه بنفسه فالحمد لله على ظهور الحق وخذلان الباطل وأهله) [3].
ويشير د. عبد الرحمن عميرة في بحثه "الشبهات التي أثيرت على دعوة الشيخ.. " إلى دحض ذلك الافتراء، فكان مما قال:
(والمتفحص لهذه الادعاءات والمفتريات يرى اتفاقها جميعا على أن ادعاء النبوة عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان إضمارا في داخله ولم يصرح به لأحد مطلقا. هذا هو المفهوم من كلامهم ولا يمكن أن يفهم غير ذلك ونقول إذا كان كذلك، وأن الشيخ أضمر النبوة في نفسه، ولم يتمكن- كما يقول الأدعياء- من إظهارها، فمن أطلعهم على هذا الشيء المضمر ... ؟
هل أوحى الله إليهم بما في سرائر العباد؟ فإن قالوا نعم، فهم الأدعياء حقا، وتكون قولتهم هذه امتداداُ لما قاله مسيلمة وسجاح وكل المردة أتباع الشيطان. وإذا لم تكن هذه أتراهم اطلعوا على الغيب وقرأوا ما في اللوح المحفوظ كما كان يدعي بعضهم. فإن كان هذا هو حالهم. خرجوا عن ملة الإسلام وألحقوا بإخوانهم في الجاهلية من الكهان وأدعياء البهتان لأن الغيب لا يعلمه إلا الله. [1] وهو مختار أحمد باشا المؤيد، صاحب كتاب "جلاء الأوهام". [2] ص 57. [3] ص 57.