وقد ورثوا مجدا أصيلا مؤثلا ... لأهل الهدى منهم فنالوا الفخرا
مسيلمة الكذاب ليس بجدهم ... وليس له نسل يقرر أو يدرا
ولا لسجاح ويل أمك فاتئد ... فما الفشر إلا ما هذوت به نشرا1
ويأتي رد الشيخ ناصر الدين الحجازي[2] على هذه الفرية بأسلوب آخر، وذلك في رسالته "النفخة على النفحة"، حيث يزعم عبد القادر الإسكندراني- كأسلافه- أن الشيخ الإمام قد ادعى النبوة، فكان جواب الشيخ ناصر الدين الحجازي على هذا الإفك:
(أقول "من كان يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليلة"، ولكن أقول كأن صاحب الرسالة ذهل عن قاعدة: إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل، فإن كنت مقلدا لدحلان في نقلك، أليس لك ما تميز به بين الغث والسمين، فتعلم أنه ما نقل عن هؤلاء القوم إلا فكاهات تضحك الثكلى، ويهزأ بها الطفل الصغير فكيف يقبلها عقل رجل بلغ من الذكاء أن أرجع أمة من الجهل إلى العمل بالكتاب السنة.
وأما قولك وكان يضمر دعوى النبوة إلا أنه لم يتمكن من إظهارها فهذه دعوى كشف واطلاع على ما في القلوب، فهي بين أمرين إما تصريح بالكذب وإما مشاركة لله تعالى في قوله: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [3].
فاختر أي الشقين شئت، وإن كنت مدعيا فعليك الدليل من كتبه التي طبعت في الهند وفي مصر وسارت في الأقطار) [4].
ومما أورده الشيخ فوزان السابق في كتابه "البيان والإشهار" في دحض فرية ادعاء النبوة للشيخ رحمه الله، ننقل هذه السطور ردا على من بهت الشيخ بادعاء النبوة في نفسه.
(إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قد اشتهر مذهبه ودعوته التي يدعو الناس إليها في مصنفاته المطولة ورسائله المختصرة، فلم يترك لمعارضيه شبهة إلا كشفها، ولا طريقا توصل إلى الله وإلى اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم إلا بينها وأوضحها. فأي شيء يخفيه في نفسه بعد ذلك أيها الضالون؟ فلو كان لهذه الفرية أدنى قيمة لأوردت من كلام الشيخ رحمه الله ما يكفي ويشفي في ردها. ولكنها فرية تمثل الزور والفجور،
1 ديوان ابن سحمان "عقود الجواهر المنضدة الحسان" ط 1، المطبعة المصطفوية بالهند، سنة 1337 هـ، ص 53. [2] سبق الإشارة إلى أن ناصر الدين الحجازي هو اسم أطلقه الشيخ محمد بن علي بن تركي على نفسه عند تأليفه لهذا الرد. [3] سورة غافر آية: 19. [4] ص 7، 8 باختصار.