خطواته ومن نجاحه حتى يستطيع أن يدعو إلى الله على نهج واضح محدد، وعلى علم وبصيرة مرتكزة على خطة سنوية تنظم عمله وحياته، وينشأ عنها خطة يومية وأسبوعية وشهرية، حتى يصبح التخطيط سمة المسلم الداعية الصادق والواعي، فيبدأ عمله بنية صادقة، مصحوبة بالدراسة والنهج والتخطيط، حتى إذا انتهى عمله أخضعه للدراسة والتقويم، وهذه الخطط والوسائل تملك من اليسر والمرونة ما يسمح بتطبيقها في أي ميدان، وأي لقاء فتظل الدعوة عملًا عملًاقا متواصلًا غنيًّا ما دامت القواعد ثابتة على أسس متينة من الكتاب والسنة. إن حياة المسلم الداعية كلها ميدان فسيح للممارسة، والتطبيق على الواقع المحسوس حسب حاجاته ومتطلباته، مع التأكد دائما على أنه يسير على الأهداف والخطط التي يسعى إليها، والوسائل التي يتخذها والأساليب التي يتبعها، ومن ضمن هذه الأساليب والطرق التي على الداعية أن يسلكها بل على المخططين للدعوة أن يضعوها في الحسبان:
1- إرسال الدعاة إلى الأماكن المتاحة، فقد أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- الوفود إلى مشارق الأرض، ومغاربها للدعوة إلى الله ونشر هذا الدين، ومع ذلك جهز الجيوش للمعاندين، والصادين عن دين الله -وكتب السيرة مليئة بذلك.
2- دعوة الناس عامة إلى الإسلام، ونشر هذا الدين عن طريق بعث البعوث وإرسال الرسائل، فقد أرسل -صلى الله عليه وسلم- البعوث والرسائل إلى الملوك والحكام، عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى كسرى، وإلى قيصر وإلى النجاشي، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الإسلام وإلى الله تعالى[1]، وأرسل إلى غيرهم مثل هرقل وغيره كثير. كما كان يعلم [1] سوف يأتي بيان لذلك ص224.