دين الإسلام في بيته وفي مسجده، وفي كثير من الأماكن أثناء المناسبات واللقاءات والاجتماعات في السفر وفي الحضر. لقد قامت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة بكل عناصرها الحاكم، والمحكوم الكبير والصغير بأمر الدعوة، واهتمت بها أيما اهتمام حتى جرت في عروقهم، وأصبحت جزاءًا من حياتهم، فلا بد لهذه الأمة الإسلامية أن تنهج هذا النهج، وتهتم بالدعوة في جميع شئونها ومرافقها، وأن تدخل الدعوة جميع مرافق الحياة من صحافة وإعلام، وتعليم وتربية، فينشأ الناس جميعا أفرادا وأسرا جماعات ووحدانا على حب الدعوة، والتفاني في سبيلها وبذل الغالي والنفيس في سبيل الدعوة لرفعة هذا الدين.
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ... على ما كان عوده أبوه
"إن حياة المسلم الداعية كلها ميدان للتخطيط والممارسة والتطبيق، ميدان للتربية والتعليم، إن ميادين الحياة العامة كذلك ميادين إعداد وتطبيق وتدريب، إن حياة الأسرة وحياة الجماعة، وحياة الأمة، والمساجد والمعاهد ووسائل الإعلام كلها ميادين لقاء المؤمنين، وميادين للتربية والبناء. إن الذي يتصدى لمهمات الدعوة الإسلامية عليه أن يتأكد من النهج الذي يسير عليه، والأهداف التي يسعى إليها، والوسائل التي يتخذها، والأساليب التي يتبعها، وقبل كل زاد وقبل كل خبرة، عليه أن يراجع نفسه ويحاسبها حتى يتأكد من نيته، وإخلاصه لله، والنية هي أهم قضية في الميدان الفكري والنظري، وهي أهم قضية في الميدان العلمي والتخطيط"[1].
إن التخطيط للعمل وتنظيمه يجعل العمل ناجحًا، ويوفر الوقت والجهد بل والمال فلا يصرف في غير محله، والوقت فلا يذهب هدرًا دون فائدة، كما أن التخطيط يجعل المسئول يوزع العمل، والمسئوليات والمهام وفق قدرات الدعاة والموظفين، كما أن من لوازم التنظيم:
أ- إعداد دليل للإجراءات والنماذج لكل نشاط دعوي.
ب- حفظ المعلومات والوثائق بأسلوب علمي يساعد على سرعة الوصول إليها متى ما أراد ذلك.
ج- استخدام التقنية الحديثة والاستفادة منها.
د- تطوير اللوائح المنظمة للعمل بصورة مستمرة.
هـ- وضع الداعية المناسب في المكان المناسب. [1] عن كتاب النظرية العامة للدعوة الإسلامية، "نهج الدعوة وخطة التربية والبناء" دكتور: عدنان النحوي ص161.