والتحبب إن لم يكن خالصًا لله، فسينقلب إلى نوع من النفاق والمداهنة، فالحب في الله هو الذي يجعلك تحرص على اكتساب قلوب الناس لما تطمح من إيصال الخير لهم على يديك، فالواجب على المؤمن أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من أحب وأبغض لله وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان" [1]، ومن الصور الداعية إلى كسب قلوب الناس أيضًا؛ الهدوء والسكينة والوقار، وكذلك اللقاء بالترحيب والبشاشة واستدامة التبسم، وفي سيرته -صلى الله عليه وسلم- الكثير من هذه الصور، فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم ويلاطفهم ويمازحهم. وكثيرًا جدًّا ما كان يفعل ذلك، ومجمل هذه الصفات تجعل صاحبها مقبولًا محبوبا عند الناس، وقد يكون التحبب أحيانًا بصور بسيطة كالتي أشار إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف عن أبي قتادة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان فمن رأى شيئا يكرهه، فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان، فإنها لا تضره وإن الشيطان لا يتراء بي" [2]، في الحديث الآخر عن أبي سلمة قال: إن كنت لأرى الرؤيا، فتمرضني حتى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب وإن رأى ما يكره، فليتفل عن يساره ثلاثًا
= "2591"، والرجل هو عيينة بين حصين الفزاري. عن كتاب أصول الدعوة وطرقها رقم "2/ 53، 54" د. عبد الرب بن نواب الدين. [1] صحيح سنن أبي داود. كتاب السنة: "4681". [2] صحيح الإمام البخاري/ كتاب التعبير: "6995".