الألفة من صفات المنافقين. إن الداعية يستطيع جذب قلوب الناس إليه بما يقدمه من خدمات، وما يستطيعه من عون ومساعدة سواء كانت مادية أو معنوية أو بدنية، فإن النفوس من طبيعتها تميل إلى من أحسن إليها بالكلمة الطيبة، والبشاشة الدائمة، وطلاقة الوجه وحلاوة اللسان، وأن يحاول الداعية حل بعض المشاكل التي يفصحون عنها سواء كانت اجتماعية، أو اقتصادية أو غير ذلك، وأن يخالط الداعية الناس ويصبر على أذاهم من أجل مصلحة الدعوة، ومع ذلك على الداعية أن يحافظ على الهيبة والاحترام، وألا يذوب مع الناس ويخوض فيما يخوضون فيه، فعليه وهو يخالط الناس أن يحسن التصرف ويوازن بين المواقف، ولذلك نجد في وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- "من رآه بديهة هابه، ومن خالطه أحبه"، وخيار الدعاة هم الذين يألفون ويؤلفون والداعية يستطيع جذب الناس إليه، وربط الصلات والعلاقات الطية معهم بحسن التعارف والخلطة والمعاشرة، وعدم الانكماش والفتور فإن الانكماش يسبب العزلة والانطواء، والبعد عن الناس ومن ثم يكون عنده عدم ارتياح، واكتئاب كل ذلك ناشئ عن البعد والانطواء، وعدم الخلطة مع الناس. وإذا وصل الداعية إلى الصفات فلا يمكن أن يفيد أو يستفيد، فالحذر كل الحذر من هذه الصفات التي تبعدك عن الناس وعن مخالطتهم، بل يكون شعارك: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وهذا الشعار يقتضي منك البسمة والبشاشة، وإفشاء السلام ورده وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام، وقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله