الصغير، فقال: ملعون " كنعان "، عبد العبيد يكون لإخوته، وقال: مبارك الرب إله " سام "، وليكن كنعان عبداً لهم، ليفتح الله ليافث فيسكن فى مساكن سام وليكن " كنعان " عبداً لهم.. " (تكوين: اصحاح 9)
يقول " عصام الدين ناصف ": ومعنى ما تقدم أن الإسرائيليين الساميين يريدون أن يتخذوا الكنعانيين عبيداً لهم، وقد كان العدل والمنطق يقتضيان ذلك النبى الجليل ألا يصب تلك اللعنة الحامية على حفيده البرىء " كنعان " بل يصبها على ابنه الخاطئ " حام "، وأنى له ذلك والكنعانيون هم المقصودون بأعيانهم لأنهم أصحاب فلسطين التى لبث الإسرائيليون دهوراً يحلمون بها ويتوقون إلى غشيان مروجها الزاهرة وجنى زروعها الناضرة ".
أى أن مؤلف التوراة مهتم بتزكية بنى إسرائيل على حساب تجريح غيرهم، ومن ثم استنزل اللعنة على كنعان، حتى تبقى الشعوب المنسوبة إليه فى منزلة زرية.
ولا بأس من اختلاق سبب لهذه اللعنة تذهب فيه كرامة نبى ومكانته.
إذن ليشرب نوح الخمر حتى يفقد وعيه ويكشف عورته.
ثم ليدع على حفيده بما دعا به، والحفيد المسكين لا جريرة له.
المهم أن الكنعانيين أصبحوا جنساً ملعوناً لأن دعوة " السكران " مستجابة!!
وكما رأى كاتب التوراة أن يُسكر نوحاً ليصل إلى هذه النتيجة، رأى أن يُسكر لوطاً ليصل إلى نتيجة مشابهة.
إن تلويث الأنبياء شىء سهل على من هونوا الألوهية نفسها، ولكن مزور العهد القديم هنا بلغ من الإسفاف دركاً سحيقاً، فهو لم يكتف بأن جعل لوطاً سكيراً بل جعله عاهراً.
وبمن يزنى؟ بابنتيه: إحداهما بعد الأخرى، فى ليلتين حمراوين، وهاك النص:
".. فسكن (يعنى لوط) فى المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا