قد شاخ، وليس على الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض! هلم نسقى أبانا خمراً ونضطجع معه، فنحيى من أبينا نسلاً!! فسقتا أباهما خمراً فى تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث فى الغد أن البكر قالت للصغيرة: إنى قد اضطجعت مع أبى، نسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلى اضطجعى معه، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما، فولدت البكر ابناً، ودعت اسمه " موآب " وهو أبو الموآبيين إلى اليوم " (تكوين: اصحاح 19)
يقول عصام الدين حفنى ناصف: " وهذا هو مربط الفرس! لقد عرف شعبا موآب وبنى عمون بصلابة الرأس وصعوبة المراس..
" وما انفكا منذ القدم ينصبان لحرب بنى إسرائيل ويدحرانهم وينزلان بهم أكبر الخسائر..
" فوجب على كتاب التوراة أن " يتلقحوا " عليهما [أى يرمون الناس بالباطل] ويطلقوا ألسنتهم فى أعراضهما ويلصقوا بهما أقبح المثالب "..
وفى سبيل ذلك لا حرج على اليهود أن يسيئوا إلى نبى كريم، وأن ينسبوا إليه وإلى ابنتيه ما يتورع عنه الحشاشون والرعاع.
المهم عندهم أن يجرحوا أعداءهم، وأن يسقطوا أنسابهم، وأن يعتمدوا فى ذلك على وحى سماوى معصوم، لا يجرؤ على تكذيبه أحد!!
" وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب، ويقولون هو من عند الله، وما هو من عند الله، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " (آل عمران: 78)
يقول عصام الدين حفنى ناصف: " وصفوة القول أن كتاب التوراة لم يدونوا هذه القصص المسلسلة اعتباطاً، بل إنهم ابتدعوها ورتبوها ليصلوا بها إلى غاية لهم وضعوها نصب أعينهم، هى أن الله خلق الكون من أجل الأرض، وخلق الأرض