ولا ريب فى أن قوى خارجية تكمن وراء هذا النشاط وتغذيه.. وفى هذه الصحائف نريد أن نواجه حرب المنشورات التى شنت بغتة على الشباب المسلم، مكتفين بدحض الشبهات، ورد المفتريات، عالمين أن هناك نصارى كثيرين يريدون العيش مع إخوانهم المسلمين فى سلام وتراحم، وأن محاولة البعض طعن الإسلام من الخلف هى تصرفات فردية يحمل وزرها أصحابها وحدهم.
ونحب قبل أن نبدأ النقاش فى هذه القضية الأساسية أن نسجل مسلكاً إسلامياً مقرراً: إن اختلاف الأديان لا يستلزم أبداً إيغار الصدور وتنافر الود، وأنه فى ظل مشاعر البر وقوانين العدالة يمكن لأتباع عقيدتين مختلفتين أن يعيشوا فى وئام وتراحم!!
والانسجام المنشود بين أولئك الأتباع لا يعنى بداهة أن الفروق بين عقائدهم تلاشت..
وقد كان العرب الأولون يؤمنون بالله الواحد " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن: الله.. " (العنكبوت: 61)
" ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن: الله " (العنكبوت: 63)
ولكنهم مع هذا الاعتراف بالله الواحد نسبوا إليه ولداً يقصدون إليه ويتشفعون به! فرفض القرآن هذا النسب المختلق، وعد ذلك شركاً، وأنكره ـ فى سورة مريم ـ أشد الإنكار " وقالوا اتخذ الرحمن ولداً.. لقد جئتم شيئاً إداً. تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، أن دعوا للرحمن ولداً. وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولداً. إن كل من فى السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً.. " (مريم: 88 ـ 93)