الخصم أن يغالطه، فيخرج عن دائرة المناظرة إلى دائرة أخرى، ويقفز به من موضوع إلى موضوع آخر، فإذا سمح له بذلك تحولت المناظرة إلى مماراة غوغائية مشوشة مفسدة للفكر، ولا تنتهي إلى نهاية موضوعية، بل تتحكم بها الأهواء.
* * *
الأصل الثالث عشر
استغلال مقولات أو أفكار أو شعارات متداولة بين الناس، اكتسبت صفة مسلمات في الرأي العام، بتأثير الدعاية لها، أو ترويجها من قبل أصحاب أغراض خاصة شخصية أو حزبية، سياسية أو اجتماعية، أو غير ذلك، وقد تكتسب صفة مسلمات في الرأي العام بترديدها ترديداً ببغاوياً، وإطلاق ألسنة العامة بها، مثل الحرية، والمساواة....
وجماهير الناس في غالب أحوالهم يقبلون المسلمات في الرأي العام، دون مناقشة لها، ولا بحثٍ عن صحتها أو بطلانها، وهم بذلك يسلمون أعنتهم للمغالطين، فيسوقونهم من حيث لا يشعرون إلى الاقتناع بباطلهم.
ولاكتساب المقولات والأفكار صفة مسلمات في الرأي العام أسباب كثيرة، منها ما يلي:
1- استغلال عواطف عامة ذات نزعات شخصية، أو عرقية، أو قومية، أو إقليمية، أو دينية، أو مذهبية، أو حزبية، أو غير ذلك.
2- مداومة تكريرها على الأسماع، من مصادر شتى، وبأساليب مختلفة، وعلى ألسنة ذوي مكانة ورأي في الناس، أو قادة لهم أتباع وأنصار يأخذون بأقوالهم دون محاكمة فكرية، ولا حجج منطقية.
3- وضعها في قوالب أدبية محببة، كالشعر، والقصة، والتمثيلية، والنكتة المثيرة، وغير ذلك.
ولمروجي المذاهب الباطلة الذين لهم مصالح من ترويجها تدابير