تمهيدية، قبل استخدام أسلوب المغالطات في جدلياتهم، ومن هذه التدابير ترويج مقولات وأفكار عامة، بمختلف الوسائل الإعلامية والدعائية، حتى إذا أخذت في الرأي العام صفة مسلمات بدأوا يستغلونها في مغلطاتهم الجدلية.
* * *
الأصل الرابع عشر
إطلاق ألفاظ على غير معانيها، باستغلال وجود شَبَهٍ ما، أو تقارب ما، أو تشاركٍ من بعض الوجوه، بين معانيها الأصلية والمعاني التي أطلقت عليها في المغالطة التزييفية، ويبتلع بعض الناس طُعم المغالطة لعدم وضوح فروق المعاني لديهم.
أمثلة:
المثال الأول: فمن أمثلة هذه المغالط إطلاق كلمة التعصب الجاهلي المذموم، على معنى التمسك بالحق المحمود، لتنحل قوى المتمسك بالحق خوفاً من أن يتهم بالتعصب المذموم.
إن التعصب المذموم هو التمسك بفكرة باطلة، أو لا دليل عليها من عقل ولا حس ولا تجربة علمية، والباعث على التمسك بها ابتاع الإنسان لقومه الآخذين بها، أو لآبائه وأجداده، أو لقائده وإمامه، أو لحزبه وجماعته، أو عناده في مناصرة رأي كان قد رآه، فصعب عليه أن يتراجع عنه، لئلا يعترف على نفسه بأنه كان قد أخطأ في تبنيه ذلك الرأي.
وقد ذم الإسلام هذا التعصب ذماً شديداً، ونجد في القرآن الكريم عدة نصوص في ظاهرة التعصب وذمها، ومناقشة المحتجين على صحة طريقتهم بأنهم ألفوا آباءهم عليها، فهم على آثارهم مقتدون، وقد ظهرت هذه الحجة على ألسنة معظم الأمم السالفة، حينما دعتهم رسلهم لأتباع الحق الذي بعثهم الله به.
ففي سورة (الأعراف/7 مصحف/39 نزول) وصف الله الذين لا يؤمنون بقوله: