responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كواشف زيوف نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 142
التعصب كالفرق الذي بين الحق والباطل، وكالفرق الذي بين الإيمان بالحق والإيمان بالباطل.

هل يُقبل في عقل أي عاقل أن نتهم الإنسان بالتعصب إذا قال: الثلاثة ثلاثة، ولا تكون واحداً بحالٍ من الأحوال، ولم يتسامح مع الذين يقولون: الثلاثة واحد. أو إذا قال: أنا إنسان ولست قرداً، ولم يساير الذين يصرون على أن يجعلوه قرداً.

إن الإنسان لا يملك مطلقاً أن يساوم على الحق الجلي، حتى يعتبر وقوفه عنده تعصباً، وإن قضايا الحق الظاهر لا تقبل إلا التمسك بها، وليس هذا التمسك تعصباً بحالٍ من الأحوال.

لكن المغالطين يوهمون أن التمسك بالحق هو من باب التعصب، تضليلاً، وعبثاً بمفاهيم الألفاظ، ويقع بهذه المغالطة فريق من الناس، فيتركون الاستمساك بالحق، خوفاً من أن يتهموا بأنهم متعصبون.
المثال الثاني: ومن أمثلة هذه المغالطة إطلاق لفظ الحقيقة العلمية على النظرية، أو على الفرضية، وإطلاق لفظ النظرية على الفرضية، والتلاعب بحدود هذه المصطلحات في ميدان المعرفة.

إن الإدراك الذهني للمعارف الفكرية له مستويات، ولكل مستوىً منها مصطلح خاص به.

1- فالرؤية الفكرية التي تكون بمثابة رؤية العين للأشباح في الظلمات، يطلق عليها كلمة (وهم) والرؤى الفكرية التي هي من هذا القبيل هي أوهام.

2- والرؤية الفكرية التي تكون بمثابة رؤية الناظر في الضباب الكثيف، والتي لا تسمح له بأن يرفض، ولا تسمح له بأن يثبت، والأمران بالنسبة إليه على حدٍ سواء، واحتمال الإثبات مساوٍ لاحتمال النفي، هذه الرؤية يطلق عليها في اصطلاح الإسلاميين كلمة (شك) . ويطلق عليها في اصطلاح المعارف المعاصرة كلمة (فرضية، أو افتراض) .

نام کتاب : كواشف زيوف نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست