أحياناً للسلوك الإنساني، في كل مجالٍ من مجالات الحياة، لأن البحث العلمي أو العقلي الإنساني الذي لم يصنه الوحي الربّاني، لتحديد هذه المذاهب، لا يملك الوصول إلى المنهج الأصلح والأقوم لكل الناس، إذْ تخضع رؤيتهم لمؤثرات من النفوس والأهواء والشهوات، أو لمصالح أفراد أو جماعاتٍ أو منظّمات، وتخضع أيضاً لتضليلات يوسوس بها شياطين الإنس وشياطين الجن.
وجرت تعديلات في كثير من المذاهب الإنسانية، التي كانت من منتجات المذهب العقلاني، وذلك بموجب تأثيرات المذهب العلماني، الذي صار هو السائد في القضايا التي يكون فيها للملاحظة والاختبار والتجربة الحسية أحكام من وجهة نظر أصحابها.
وباستطاعتنا أن نقرر أن المذاهب الاقتصادية المختلفة المعاصرة، من رأسمالية، إلى اشتراكيات مختلفة، إلى شيوعية، على اختلافها أو تناقضها، كلها من منتجات العلمانية مع العقلانية. وأن المذاهب السياسية المعاصرة المختلفة من ديمقراطيات إلى ديكتاتوريات على اختلافها أو تناقضها، هي من منتجات العلمانية مع العقلانية. وكذلك المذاهب الأخلاقية المتخالفة والمتناقضة أحياناً جميعها من منتجات الاتجاه العلماني أو العقلاني. وهكذا سائر المذاهب الاجتماعية المختلفة والمتناقضة أحياناً، والآراء والأفكار والمذاهب المختلفة في علم النفس وفي سائر العلوم.
وطبقت العلمانية في التعليم ومناهجه، فأبعد الدين عنه.
وطبقت في السياسة والحكم فعزل الدين عنهما.
وطبقت في الاقتصاد ونظم الأموال فعزل الدين عن هذا المجال.
وطبقت في القوانين المدنية، فوضع العلمانيون قوانينهم.
وطبقت في الفنون فانطلق هواة الفن ينتجون إنتاجاتهم المختلفة مستهينين بالدين وبفضائل الأخلاق وبفضائل السلوك.
وسقط العلمانيون العقلانيون في مذاهب متخالفة ومتناقضة أحياناً،