وسبب قبول هذا الاتجاه العلماني في الغرب ما سبق بيانه، وهو تعرض الديانة النصرانية للتحريف، وإدخال الأغاليط البشرية في صلب مفاهيمها، وحشوها بالخرافات الوضعية، وما وصل إليه رجال الكنيسة من فساد، حتى أمسى الدين النصراني ورجاله في نظر المتنورين الغربيين صورة للخرافة، والظلم الاجتماعي، والفساد المتستر بهيمنة الغيبيات الدينية.
وسرت عدوى هذا الاتجاه وامتدت إلى الشرق الإسلامي، وحمله الذين درسوا من أبناء المسلمين في مؤسسات التعليم العلمانية، وأخذت المحافل الماسونية والأحزاب والجمعيات ذات الاتجاه الغربي اللاديني تنشره بين أبناء المسلمين بكل ما أوتوا من وسيلة دعائية وإعلامية وتعليمية.
وزحفت العلمانية بقوة تنتشر بين المسلمين مع جيوش المستعمرين الغربيين ومدارسهم العلمانية، ومن معهم من المستشرقين.
وقد ظهرت العلمانية في ظل حكم "كمال أتاتورك" في تركيّا بشكل صارم وعنيف، وكشفت عداءها الشديد للإسلام.
ثمّ ظهرت في كثير من بلدان العالم الإسلامي باسم فصل الدين عن السياسة، وأنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين.
وما تزال تظهر لها تطبيقات في معظم بلدان العالم الإسلامي، ولو لم تحمل هذه البلدان شعار العلمانية بشكل سافر.
نتائج الاتجاه العلماني والعقلاني أحياناً:
والتزاماً بمذهب الأخذ بالعلمانية وبالعقلانية أحياناً، انطلق العلمانيون يبحثون في كل مجال من مجالات الحياة عما توصلهم إليه علمانيتهم وعقلانيتهم من أفكار ومناهج ونظم، لاتخاذها مذاهب لهم.
وكان لا بد أن ينتج هذا الاتجاه العلماني مذاهب مختلفة ومتناقضة