أنبا عن واقع كوني باستطاعة الوسائل الإنسانية أن تصل إلى معرفتها على ما هي عليه في الواقع، ولو بعد حين من الدهر.
والغرض من هذه الأنباء تحريك الناس للبحث العملي في الكون، وأن تكون شاهداً يقدم شهاداتٍ متجددة مهما تطاول الزمن، على صحة هذا الدين، وأنه تنزيل رب العالمين، ولو كان من عند غير الله لوجدوا بينه وبين الواقع اختلافاً كثيراً.
وما جاء في الإسلام من هذا القسم لا يمكن أن يكون مخالفاً للواقع والحقيقة، إلا ضمن احتمالين اثنين لا ثالث لهما:
الاحتمال الأول: أن يكون النص المنسوب إلى الإسلام نصاً غير صحيح النسبة، كأن يكون خبراً كاذباً، أو خبراً ضعيفاً لا يصحُّ الاعتماد عليه، أو خبراً غير قطعي الثبوت، فمن الممكن دخول خطأ فيه من نقل الراوي، أو من فهمه مع حكاية ما روى بلفظ من عنده بحسب ما فهم من معنى، إذ يحتمل أنه روى المعنى الذي فهمه هو، ولم يروِ اللفظ ذاته الذي نطق به الرسول. وهذا إنما يكون في أحاديث الآحاد فقط، وهي التي لم تبلغ مبلغ التواتر اللفظي أو المعنوي.
الاحتمال الثاني: أن يكون فهم النص الإسلامي من قِبَل بعض المجتهدين أو المؤولين فهماً خاطئاً.
وحتى ينتفي هذان الاحتمالان فإننا لا نجد نبأً في الدين يخالف الحقيقة والواقع.
إنه لا يوجد نبأ إسلامي قطعي الثبوت قطعي الدلالة، يتضمن ما يخالف الحقيقة والواقع، وليس من الممكن أن يوجد قطعاً في الإسلام مثل