من الكلمات الفضفاضة التي ليست لها دلالات منطقية محددة، كلمتا: "التقدمية والرجعية".
التقدمية:
أما كلمة التقدمية فقد استغل فيها معنى التقدم إلى الأمام الذي هو مزيّةٌ وفضيلة في بعض الأحوال، لتُطلق إطلاقاً تعميمياً باطلاً وفاسداً، موهماً بأن كل تقدم هو أمرٌ خيرٌ وحسنٌ ولو إلى الحضيض والشقاء والهلاك والعذاب الأليم.
ولكن تُطوَى هذه النهايات التعيسة، ويُجعل بينها وبين شعار التقدمية حجاب، ليتابع السائرون وراء هذا الشعار مسيرتهم بقيادة المضلين والمفسدين، وهم عميان عن رؤية نهاياتهم، لا يرون إلا الألوان والأصباغ والزخارف التي وضعت على لوحة شعار التقدمية، ولا يسمعون إلا أصوات الجلاجل التي علقت على حافات لوحة الشعار، فهي تعطي أصواتها، ومختلف أشكال زينتها مع حركة المسيرة، وأصوات طبول المطبلين، وأصوات مزامير النافخين لتحريض موكب المسيرة على متابعة السير، ومعها أصوات المغفلين والمستأجرين الذين يرددون بغباءٍ شعار التقدمية.
والعميانُ السائرون، وقد نُشرت بينهم وبين نهاياتهم التعيسة حجُبٌ من ضباب الأوهام، والأكاذيب، وزخرف القول، والأماني الكواذب، وشُدَّت حواسُّهم للاستمتاع الحاضر بإباحية الشهوات.