الوَطنيَّة وَالقَوميَّة وَالإنسَانيّة
وموقف الإسلام من كلٍّ منها
(1)
مقدمة عامة:
دعوات "الوطنية" و"القومية" و"الإنسانية" على الرغم من اختلاف دوائرها، واختلاف مفاهيمها، واختلاف عوامل الترابط بين أفراد كلّ منها، تقوم جميعها على مفاهيم خاصة ذات روابط ضعيفة، في تكوين الأمّة ذات الكيان الواحد، سياسيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً وغير ذلك، أو ما يمكن تحقيقه من هذه الأمور في الواقع، وأدناها وحدة المشاعر، واتجاه الولاء، والتآخي والتعاون، وعدم الاعتراف النفسي بالفوارق المباينة لمضامين الدعوة.
* فدعوة "الوطنية" تقوم على الاكتفاء برباط الانتماء إلى الأرض.
* ودعوة "القومية" تقوم على الاكتفاء برباط الانتماء إلى القوم.
* ودعوة "الإنسانية" تقوم على الاكتفاء برباط الانتماء إلى النوع الإنساني، أي: الانتماء نسباً إلى الأب الأعلى لهذه المجموعة البشرية، مع الاشتراك في الصفات التي يختص بها هذا النوع.
ويلزم من الأخذ بدعوة من هذه الدعوات طرح كل عوامل الافتراق الأخرى، إذا تعارضت مع وحدة الرابط الذي تشتمل عليه الدعوة منها، ولو كانت هذه العوامل أعمق في كيان الإنسان، وألصق بذاتيته من مضامين هذه الدعوات، ولو كانت روابطها أقوى وأكثر من روابطه.
فإذا كانت العقائد الإيمانية، أو المبادئ الأخلاقية، أو مناهج السلوك