في الحياة، من أسباب الافتراق فيجب بمقتضى دعوة "الوطنية- أو القومية- أو الإنسانية" على الآخذ بواحد منها أن ينبذ كل سوابق العقائد الإيمانية، والمبادئ الأخلاقية، ومناهج السلوك، ويتجرد منها.
* ليكون التقاء الآخذين بمبدأ "الوطنية" خالياً من المتناقضات وعوامل التفرّق.
* وليكون التقاء الآخذين بمبدأ "القومية" خالياً من المتناقضات وعوامل التفرّق.
إن دعوة "الوطنية" قد تبدو برّاقة لدى استثارة عاطفة حب الوطن. ودعوة "القومية" قد تبدو برّاقة لدى استثارة عاطفة الاعتزاز بالقوم وأمجادهم، والحرص على مكانتهم ومصالحهم. ودعوة "الإنسانية" قد تبدو برّاقة لدى استثارة العاطفة الإنسانية العامة.
لكنّ الاقتصار على رباط أيّ دائرة من دوائر هذه الدعوات لا يكفي لإقامة رباط حقيقي دائم وفعّال، دون أن يكون عرضة للانفصام، لدى وجود أي تنافر اعتقادي، أو تضاد وتباين منهجي، أو تناقض أو تضادّ مصلحي.
فمن غير الممكن في الواقع الإنساني أن يتجرّد الناس من عقولهم وأفكارهم ومفاهيمهم في الحياة، حول النشأة، والواجب، والمصير، أو يُلغوا حاجتهم إلى مناهج سلوك أخلاقية وتنظيمية، أو يتفقوا فيما بينهم على منهاج واحد، أو يتجردوا من أهوائهم، وشهواتهم، ونزعاتهم، ونزغاتهم، ومصالحهم، وأنانياتهم المختلفة الدوائر (الفردية، والأسرية، والقبلية، والقومية، والحزبية، وغيرها) .
وقد أكدت الملاحظة الفكرية، والتجربة الاجتماعية، أن أيّة دعوة من هذه الدعوات الثلاث ليست أكثر من حيلة مرحليّة، هدف الدعاة إليها سلخ