الناس من أديانهم، وأخلاقهم، ومناهج حياتهم القومية، وكل انتماءاتهم التابعة من عقولهم وقلوبهم وعواطفهم العميقة الراسخة في وجداناتهم.
إن الدعاة إلى هذه المبادئ أو الشعارات الخادعات، قد دلهم ذكاؤهم الشيطاني على أن الناس متى انسلخوا من أديانهم، وأخلاقهم، ونظمهم، ومناهج حياتهم القومية، وقواعد إيمانهم، وسوابق انتمائهم المبنيّة على أسس فكرية ووجدانية تفككت روابطهم الاجتماعية المتينة، وغدوا أفارداً منبثين.
عندئذٍ يأتي المخططون لنشر هذه الدعوات الزيوف، وهم في حالة تكاتف جماعي سري بينهم، فيغلبون بوحدتهم الجماعية الأشتات المنبثة من الناس. ثمّ يحزمونها حزماً سياسياً واحداً قوياً قاهراً، ثمّ يسوقونها كقطعان الأنعام، ويضعون لها النظم والقوانين التي يلزمونها بها، ويضبطون بها حركات حياتها، ضبط السادة للعبيد، وضبط راعي الغنم لغنمه.
ومروجو هذه الدعوات بين المسلمين، رغم وجود التناقض فيما بينها، هم أعداء الإسلام وأعداء وحدة المسلمين، على اختلاف نزعاتهم واتجاهاتهم، وتعارض المصالح فيما بينهم، وكأن لسان حالهم جميعأً يقول للمسلمين: خذوا أي مبدأٍ آخر غير الإسلام، إن المهم حقاً هو أن تنبذوا إسلامكم ووحدة أمتكم الإسلامية.
نظرة تحليلية حول هذه الشعارات الثلاثة:
1- إن حب أرض الوطن عاطفة إنسانية، قد تكون قويّةً عند الإنسان، وقد تكون ضعيفة، ويختلف ذلك باختلاف الأفراد، وبحسب قوّة العناصر التي تشدّ الإنسان إلى أرض الوطن أو ضعفها، والتي سيأتي شرحها إن شاء الله في الفقرة الخاصة بالوطنية.
إن حب رسولنا محمد لمكة المكرمة قد كان عظيماً، لكن لما اقتضت منه مبادئه الهجرة منها هاجر، وتوجّه إلى الكعبة وخاطب الكعبة بقوله: "والله لإنك لأحب أرض الله إليّ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله،