لخدمة المصالح الخاصة لأفراد الحزب ولقياداته، كلٌّ بحسب أهميته في الحزب.
وزعم "دوركهايم" بناءً على أفكاره وآرائه التي أعطاها زوراً وتزييفاً اسم "نظرية" أن عناصر التفكير وأسس المعرفة العقلية نفسها ما هي إلا صور ولدتها حياة الجماعة، وطبعتها على غرار النظم الاجتماعية.
ولما كانت غاية "دوركهايم" تأسيس المعرفة وكل ظواهر الوجود على مذهب الإلحاد بالله، ودعم المنظمات اليهودية، أو التي يسيطر عليها أو يوجهها اليهود، والتي من مخططاتها قيادة الجماهير، وهي معطلة أفكارها الخاصة، فقد اتجه إلى التركيز عن طريق دراساته في علم الاجتماع على عدة أمور:
1- الإصرار على تفسير أية ظاهرة اجتماعية تفسيراً مادياً، لا يعترف بالله ولا بأية قوة غيبية، أو موجودات وراء العالم المادي.
2- ابتكار فكرة "العقل الجمعي" الذي يسيطر على الجماعة دون إرادة منهم ولا تفكير، فهو يحرّكهم كما يحرّك راعي القطيع من الأنعام قطيعه.
وتعريف العقل الجمعي عنده: أنه شيء موجود خارج عقول الأفراد، وهو ليس مجموع عقولهم، ولا يشترط أن يكون موافقاً لعقل أحدٍ منهم، ولا لمزاجه الخاص، وهو يؤثر في عقول جميع الأفراد من خارج كيانهم، وهم لا يملكون إلا أن يطيعوه، ولو على غير إرادة منهم.
وهو دائم التغير، يُحلُّ اليوم ما كان قد حرّمه بالأمس، أو يُحرّم ما كان قد أحله، دون ضابط، ولا منطق معقول.
فلا يمكن بمقتضى سلطان "العقل الجمعي" المتغير تصوّرُ ثبات شيء من القيم إطلاقاً، فلا الدين ولا الأخلاق ولا سائر القيم لها ثبات، بل هي متغيّرات، بسلطان العقل الجمعي الذي لا سلطان للمجتمع البشري عليه، ولا حول لهم ولا قوة معه.