وأن ذلك إنما يكون بدراسة بيئات الأمم "البدائية".
والأمم البدائية في نظر "دوركايم" هي تلك الأمم التي لا تتميّزُ فيها الأسر الخاصة بخاصية مستقلة، بل تقوم على نظام القبائل، والفصائل، والعشائر.
قال: ومن المعروف أن العشائر - وهي النواة الصغرى في تلك المجتمعات - قوامها وحدة اللقب المشترك بين أفرادها، وهو لقبٌ يشتقّ في الغالب من اسم حيوان، أو نبات، وفي النادر من اسم عنصر جماديّ، أو كوكب من الكواكب.
وتعتقد العشيرة أن لها بمسمى هذا الاسم صلة قديمة، حيوية أو روحية، أي: "إما على أنها تسلسلت عنه، أو أنه كان حليفاً أو حارساً لجدها الأعلى، أو نحو ذلك ".
فالعشيرة لذلك تعظمه، وترسم صورته على مساكنها، وأدواتها، وأسلحتها، وراياتها.
بل يتخذ الأفراد منه وشماً يطبعونه على أجسامهم، كأنه بطاقة شخصية لتحقيق انتساب كلٍ منهم إلى عشيرته.
هذا النظام يسمى بنظام "التوتم=الطوطم" أو اللقب الأسري. وهو