يأتيهم نصيب من الضيق والحرج في الصدور، ويتراكم عليهم من الرجس بحسب معاصيهم.
* * *
2- وقول الله عز وجل في سورة (الحج/22 مصحف/103 نزول) :
{ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} .
هذه الآية تصور أحوال التمزق النفسي، والضياع، ومشاعر السقوط المنتكس إلى المهالك، ومشاعر القلق والذعر، وهي الأحوال التي تصيب المشركين على مقدار ما عندهم من شرك.
لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، ورفعه بالتكوين إلى مرتبة عبوديته له، وحرره من العبودية لمن سواه، ولكن الله عز وجل ستر أفعاله في الخلق بأستار الظواهر السببية.
فإذا اختار الإنسان بإرادته الشرك بالله، فيجعل نفسه عبداً لبعض ما خلق الله، أو لبعض من خلق الله، فقد أسقط بذلك نفسه من المرتبة العلية التي جعله الله فيها، وبهذا السقوط الهاوي إلى الحضيض لا بد أن ينتكس على رأسه، فيخر من مرتبة السمو، ويهوي إلى سحيق مهلك.
ومع هذا الوضع الذي يخر فيه، لا بد أن تتمزق نفسه من كل جانب، لأنه لا يجد الطمأنينة، ولا سعادة الحياة، بسبب ما هو فيه من شرك، ثم إذا انتهت حياته ووافته منيته، وجد نفسه مهمشاً محطماً، وأقبل عليه ما هو أدهى وأمر، وهو حسابه وعذابه عند ربه.
والعقوبات النفسية للمشركين تأتي ضمن سنن الله في كونه، لأن الإشراك بالله مما يسبب هذه النتائج داخل الأنفس، ضمن قوانين الأسباب والمسببات.
نصيب أصحاب الشرك الخفي
وأنواع الشرك الخفي، التي هي من العوارض التي قد تمس قلوب