كبراً أو رغبة بالفجور، لا يستجيبون لدعوة الإسلام، ويتعالون عن قبول الحق، فإذا بلغوا إلى مستوى توجيه إرادة الله بالحكم عليهم بالضلالة نزل في صدورهم بموجب سنة الله في خلقه داء الضيق والحرج.
والضيق والحرج في الصدور عذاب نفسي شبهه الله عز وجل بحالة الاختناق التي تصيب من يصَّعَّد في السماء رويداً رويداً، فيتناقص عليه الأكسجين شيئاً فشيئاً، لأن نسبة الأكسجين تتناقص طرداً مع الارتفاع في طبقات الجو، كما أن الضغط الجوي يتناقص، فيتسبب عن تناقصه انفجارٌ في الأوعية الدموية في أجسام الأحياء.
وهذا العذاب النفسي نتيجة طبيعية للكفر بالله واليوم الآخر، مع الإصرار والعناد، وهو عقوبة ربانية تأتي الكافرين المعاندين ضمن سنن الله الكونية.
قول الله عز وجل {ومن يرد أن يضله} أي: ومن يرد الله أن يحكم عليه بالضلال، ويكتبه عنده من الضالين، بسبب استكباره وعناده وإصراره على رفض الحق، على الرغم من كل وسائل البيان والتربية الربانية {يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء} فهو بهذا الضيق والحرج يرفض الطاعة لله، والاستسلام لأوامره ونواهيه، ويشعرُ بآلام السجن النفسي الذي يرسف بقيوده، وهو مع ذلك يظل مستكبراً متعالياً يصَّعَّد إلى حيث ينتظره هلاكه.
{كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} أي: كذلك الضيق والحرج الذي تعاني من آلامه صدور الذين أصروا على الكفر عناداً واستكباراً، يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون، وهذا الرجس يتراكم عليهم بسبب ارتكابهم للمعاصي التي نهى الله عنها في شريعته، والمعاصي أرجاس وقاذروات في السلوك، لها عقوباتها الكثيرة، كل رجس منها بحسبه، وكل رجس منها له في سنة الله عقوبة من جنسه.
نصيب ضعفاء الإيمان
وبمقدار ضعف التصورات الإيمانية لدى المؤمنين ضعفاء الإيمان،