رشواتها ولا غشها ولا تحكمها بالسلطة وتوجيهها لها ولا ظلمها ولا ماديتها المتكالبة على الدنيا ولا شحها وفقدها للمعاني الإنسانية النبيلة ولا الفقر المدقع في بعض أفراد المجتمع الذي تسود فيه إلى غير ذلك من سيئات.
6- وليس في نظام الإسلام ما في الأنظمة الاشتراكية من سطوٍ على أموال الناس، وتطلع إلى إلغاء الملكية الفردية إلغاءً تاماً. وما فيها من إلغاء للحريات الفردية أو قهر لها. وما فيها من إماتة للحوافز الفردية، وحقد طبقي، وصراع بين الناس. وما فيها من تقسيم الناس إلى سادة حاقدين حاكمين بسلطان القوة وأسلوب العنف الشديد، وعبيدٍ مسخرين بلقمة العيش، وبأدنى مستويات مطالب الحياة دون أن يكون لهم حق حرية اختيار ما يريدون، إلا في حدود يسيرة وما فيها من انعدام معاني الإخاء الإنساني، والتواد والتعاطف والتراحم بين الناس، وانعدام الرغبة الصادقة في العمل والإنتاج ورفع مستوى اقتصاد الأمة.
إلى غير ذلك من شرور وسيئات كثيرة.
خاتمة
بالمقارنة الواعية المتجردة تظهر لنا منزلة الإسلام العظمى، القابضة على ناصية المجد، والتي لا يستطيع أن ينافسه فيها منافس.
ولأنصار المذاهب الوضعية زيوف كثيرة، يروجون بها لمذاهبهم، ويشوهون بها وجه الإسلام الجميل الوضيء المشرق ظلماً وعدواناً وأنانية واتباعاً للهوى واتباعاً لخطوات الشيطان.
إلا أن الإسلام لا يجد في هذا العصر من يحمله ويطبقه ويحميه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* * *