نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 123
أن أكرمهم الله بالإيمان، وأن يقذفوهم في حضيض التمزق والضياع بعد أن سلكوا سبيلهم إلى تسنم ذُرَى الوحدة والنور، كانوا يريدون لهم أن يظلوا -كما كان شأنهم في الجاهلية- حيارى تائهين، تفترسهم العصبيات، وتفتك بهم العداوات، وتدمرهم الأحقاد والثأرات.
ب- إنهم يريدون -وهذا شأنهم في كل عصر- أن يبتعد المسلمون عقيدةً وفكرًا وعملاً وخلقًا، وتربيةً ونظامًا، عن سبيل الله الذي يحقق لهم الوجود الحق، والكيان القوي، والمجد الرفيع، والنصر الكبير، وليس سبيلهم إلى تحقيق ما يريدون من أذى وشر وفساد إلا العمل على فصم عُرَى المودة والإخاء، وإثارة نوازع العداوة والبغضاء؛ ولذا فقد جاءت آيات الوحي الكريم تكشف حقيقتهم، وتفضح حركتهم، وتحذر المؤمنين من مكرهم وشرهم، وتشدهم شدًا محكمًا إلى منهجهم الإلهي، وتربطهم ربطًا وثيقا بمصدر خيرهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة، كتاب الله عز وجل، والاعتصام بحبله المتين.
قال تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ، قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ، وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [1]. [1] آل عمران: "98-101".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 123