نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 124
روي في أسباب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً} الآية: أنه مر "شاس بن قيس اليهودي" وكان شيخًا قد عمي في الجاهلية، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم، مَرّ "شاس" هذا على نفرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم فقال: قد اجتمع ملأ بني قَيْلَة بهذه البلاد -يريد الأوس، والخزرج- بعد الذي كان بينهم، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار. فأمر شابًا من اليهود كان معه فقال له: اعمد إليهم، ثم ذكِّرْهُم بيوم بعَاث، وما كان قبله -وهو من حروب الأوس والخزرج في الجاهلية - وقال الشاب: أنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل الشاب ما أمره به "شاس" فعند ذلك تكلم القوم فتنازعوا وتفاخروا، حتى تواثب رجلان من الحيين فَتَقَاوَلا، وقال أحدهما لصاحبه: إن شئت والله رددتُها الآن جذعة، أي أثرت الحرب من جديد، وغضب الفريقان وقالا: قد فعلنا، السلاح السلاح. موعدكم الظاهر -وهي حرة في المدينة- فخرجوا إليها، وتلاقى الأوس والخزرج على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم فقال: "يا معشر المسلمين، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، بعد أن أكرمكم الله بالإسلام، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، وألف بينكم، فترجعون إلى ما كتنم عليه كفارًا؟ الله الله". فعرف القوم عند ذلك أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح من أيديهم، وبكوا وعانق بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين. فأنزل الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ، وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 124