نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 151
يقال -بعد هذا الاستعراض السريع- إن الفساد على أي حال ظل جزئي لم يعم المجتمع الإسلامي كله وإن أصاب جانبًا منه، فقد كان معظم المسلمين يعيشون في مفهوم الإسلام ويكيفون به حياتهم، ويعملون على نشر المد الإسلامي في بقاع الأرض، شاعرين بأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، شاعرين بالاستعلاء الذي يصنعه الإيمان في نفوس المؤمنين، وبالتبعة الكبرى التي يفرضها الإيمان عليهم في ذوات أنفسهم وفي مجتمعهم، وبالإخاء الحقيقي الذي يجمع المؤمنين بعضهم إلى بعض، وبالمودة والتعاون، شاعرين أنهم أمة واحدة. غير أنه على كل حال يمكن التأكيد على أن الفترة المثالية كانت قد انتهت وبدأت فترة عادية من تاريخ الإسلام، وإن كانت -وهي عادية بالنسبة للإسلام- أعلى فترة في تاريخ الأرض[1]. فإذا ألقينا نظرة عامة على التاريخ وفق تسلسل العصور بعد عصر الراشدين فإننا نلاحظ ما يلي: [1] انظر: "هل نحن مسلمون" محمد قطب ص100 وما بعدها. في العصر الأموي:
ظلت مفاهيم الإسلام في هذا العصر حية قوية في نفوس المسلمين، وكانت العقيدة محور الحياة الإسلامية وإلى هذا السبب يعود عدم توقف حركة الفتح في هذا العصر، وإن كان قد وقع في هذا كسر في المبادئ وبخاصة ما يتعلق بإثارة الروح العصبية، والنعرة ضد الموالي، وبعض ما يتصل بأمور الحكم والمال، ولكن هذا الكسر ظل جزئيًّا لم يعم أفراد المجتمع المسلم.
ولقد واجه الأمويون في بلاد العراق كثيرًا من الصعاب في توطيد نفوذهم على أن أهم الأحداث التي شغلت الأمويين انتشار نفوذ الخوارج في أمصار العراق، والحركات العنيفة التي قام بها شيعة الكوفة ومن انضم إليهم من
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 151