نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 241
النموذج الذي تتشكل على صورته الفذة الوحدات الاجتماعية الأخرى التي يقتضي العمران البشري قيامها، ضمن حدود مكانية وزمانية معينة، فإذا ما قدمت هذه المجتمعات على جوهر هاتين الحقيقتين، لم تكن الأوضاع الخاصة والأشكال التي تقتضيها الاعتبارات الجغرافية أو السكانية أو الاقتصادية أو غير ذلك من الاعتبارات، عاملاً من عوامل الفرقة والخلاف، بل دعمًا للحقيقتين الأصيلتين وإغناءً لهما، وتطبيقًا لما تقرر أنه من المعاني الإنسانية التي يتحقق بها للبشر الخير والعدل والسلام.
3- التوازن بين الفرد والمجتمع:
أ- حين تتم الصياغة للفرد والمجتمع على أساس من حقائق المنهج الإسلامي، الذي لا يقيم أي وزن للنعرات الجنسية، أو العصبيات العنصرية، أو الفروق اللونية، أو الامتيازات الطبقية؛ فإن من الطبيعي أن تنعدم في كيان هذا المجتمع وروحه، آفات التصادم والتنافر بين النزعتين الفردية والجماعية، وبذلك يقوم المجتمع على أسس التوازن الكامل بين مطالب الفرد وحق الجماعة، في جو عامر بالأخوة والود، والحرية والعدالة، والمساواة في الحقوق والواجبات.
ب- وإن مما يؤكد هذا التوازن قيامه على وعي المسلم بحق الجماعة، وشعوره بواجب التعاون معها، وتنديده بالنزعات الانعزالية التي تنمي الأثرة والفردية، وتنكمش عن التعاون الاجتماعي، ويعد الإسلام الحافز الاجتماعي لدى الفرد، الذي يحمل على نفع الناس والتعاون معهم، مقياس القرب من الله -عز وجل.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 241