نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 242
"الخلق كلهم عيال الله فأَحَبّهُمْ إلى الله أنفعهم لعياله"[1].
ويعد الإسلام كل عمل اجتماعي نافع عبادة من أفضل العبادات ما دام قصد فاعله الخير لا تصيد الثناء، واكتساب السمعة الزائفة عند الناس. كل عمل يمسح به الإنسان دمعة محزون، أو يخفف به كربة مكروب، أو يضمد به جراح منكوب، أو يسد به رمق محروم، أو يشد به أزر مظلوم، أو يقيل به عثرة مغلوب، أو يقضي به دين غارم مثقل، أو يأخذ بيد فقير متعفف ذي عيال، أو يهدي حائرًا، أو يعلم جاهلاً، أو يؤوي غريبًا، أو يدفع شرًا عن مخلوق، أو أذى عن طريق، أو يسوق نفعًا إلى ذي كبد رطبة، فهو عبادة وقربة إلى الله إذا صحت فيه النية.
بمثل هذه الروح يستحث الإسلام كل مسلم -وإن يكن محدود الاستطاعة- أن يؤدي هذه العبادة أو "الضريبة الاجتماعية".. وفي هذه الدائرة الرحبة من أعمال البر العامة التي تشمل الإنسان وغير الإنسان يجد المهتمون بالعبادة، الراغبون في الإكثار منها، والمهتمون بخدمة المجتمع والإحسان إلى الخلق أيضًا ما يشبع نهمهم ويتجاوب مع أشواقهم، بدل أن يحصروا في عبادات "الصوامع" وحدها، وينقطعوا عن ركب الحياة[2].
ج- وإذا كان الدين الحق هو الذي ينمي في الإنسان روح الشعور بحق الجماعة، والحضارة الخالدة هي التي تحمل أبناءها على الشعور بشعور الجماعة، والأمم الراقية هي التي تغلب الروح الجماعية كل نزعة فردية وانعزالية في أبنائها.. فإن من الحق أن نقرر أن الإسلام يحتل مكان الصدارة بين الديانات التي تدعو إلى التعاون، وتحارب العزلة والانكماش [1] رواه البزار. [2] انظر تفصيل ذلك ونماذج من النصوص الدالة عليه في كتاب "العبادة في الإسلام" تأليف: يوسف القرضاوي. ص56-61.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 242