نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 255
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [1].
الثانية: مرحلة المسئولية بعد القيام بالعمل، وهذه مسئولية استجواب ومحاسبة، ولما كانت مسئولية الإنسان لا تتوجه عليه إلا في حدود حريته واختياره؛ فإن المسئولية هنا تتوجه على الحاكم في حدود ما كُلِّفَ به، وكانت له القدرة على التصرف فيه، وهي متناسبة مع مركزه في المجتمع، وسلطانه على الناس، ولذلك لا يقبل من الحاكم المسلم أن يزيل المنكر بقلبه ولسانه، بل إن عليه -بما أوتي من السلطة والنفوذ- أن يزيله بيده. ولذلك كانت مسئوليته في هذا الجانب أعلى درجة في سلم المسئولية لدى الناس جميعًا.
5- ويلقي الإسلام على كل إنسان تبعة أعماله الحسنة أو السيئة بصفته الفردية، بحيث لا يترك له أن يأمل أن أحدًا ما سينقذه من تبعة أعماله، أو يحمل عنه خطاياه وذنوبه، ولا يستطيع كذلك أن يسلم من وبال جرائمه، كما لا يحمل وزر جرائم غيره، إن كل شخص في الإسلام منفرد في احتماله العقاب؛ نتيجة لأعماله السيئة، وهو منفرد كذلك في فوزه بالثواب؛ نتيجة لأعماله الصالحة، فعلى كل شخص -وفي مقدمة ذلك ما يلي السلطة والحكم- أن يكون على شعور تام بتبعته الفردية في انتفاعه بالدنيا وتصرفه في شئونها، وعليه كذلك ألا يقضي حياته إلا على شعور تام بأنه هو المسئول عن كل عمل من أعماله. [1] النساء: "58".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 255