نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 25
ثانيا: طغيان الكنيسة ورجال الدين
مدخل
...
ثانيا: طغيان الكنيسة ورجال الدين
حولت الكنيسة دين الله المنزل إلى روحانيات صرفة أو روحانيات غالبة بقصره على شعائر التعبد ومشاعر التبتل والخشوع والتقوى، وإبعاد الجانب الذي يحكم الحياة العملية -أي: الشريعة- إلا قليلا منه، وترك هذا الجانب لقيصر يتصرف فيه بمقتضى القانون الروماني غير متقيد بما أنزل الله.
وكان المظنون أن تكون مهمتها تعميق الجانب الروحي -الذي قصرت الدين عليه- وأن تكون وسيلتها إلى ذلك هي التربية الروحية التي تربط القلوب بالله، لتحبه وتخشاه.
ولكن الكنيسة لم تكتف بهذا الجانب -المنطقي مع تصورها وتصويرها للدين -بل مارست سلطانا "دنيويا" هائلا يتنافى مع هذا التصور، ولا يفسره شيء في حقيقة الواقع إلا رغبة الطغيان!
بل إنها -حتى في الجانب الروحي البحت- قد مارست طغيانها الهائل فأبت أن تتصل قلوب المؤمنين بربهم مباشرة بلا وسيط، وأصرت أن تكون هي وحدها -ولا سواها- الواسطة التي تتصل القلوب عن طريقها بالله!
ويجدر بنا أن نفصل هذا الطغيان إلى أبوابه المختلفة التي مارستها الكنيسة على العقول والأرواح والأبدان، مستغلة سلطانها على القلوب، الذي يصاحب الجانب الروحي عادة في حياة الناس.
ونحتاج في هذا الشأن أن نتحدث أولا عن " رجال الدين" ثم نتحدث بعد ذلك عن طغيان الكنيسة ورجال الدين، الذي اتخذ مظاهر متعددة أهمها:
الطغيان الروحي.
الطغيان العقلي والفكري.
الطغيان المالي.
الطغيان السياسي.
الطغيان العلمي.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 25