نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 29
لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [1].
وعيسى ابن مريم عبد الله ورسوله:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا، لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [2].
إنما وقع الخلط عندهم من أنهم قالوا: "في البدء كان الكلمة. والكلمة كان الله". فجعلوا كلمة الله هي الله! وعلى هذا الأساس يمكن أن يكون آدم كذلك هو الله -نستغفر الله- لأنه كلمة الله: {قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [3] ولأن الله نفخ فيه من روحه: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [4].
أما القولة التي نسبوها إلى المسيح وأولوها على هواهم فهي لا تعني أن تكون هناك كنيسة بالمعنى الذي صار إليه الأمر في الكنيسة الأوروبية ولا رجال دين لهم وجود متميز وسلطان على المؤمنين بذلك الدين. إنما هي على فرض صحتها لا تعني أكثر من قول الله عن المؤمنين بمحمد -صلى الله عليه وسلم: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [5] فهي عزة يمنحها الله للمؤمنين بدينه، يعتزون بها في الأرض على الكفار والمنافقين، وليست سلطانا ذاتيا يمارسونه على المؤمنين! ولكن على هذا الفهم الخاطئ والتأويل المعوج سارت الأمور في المسيحية المحرفة فصار لها كنيسة ورجال دين[6] يرأسهم "قداسة" البابا ويرسمهم ذلك الباب أي: يضعهم في مناصبهم، وصار لهم على الناس ذلك السلطان المعروف في التاريخ الأوروبي الذي لم يكن سلطانا عاديا، وإنما وصل إلى حد الطغيان المتعدد الألوان. [1] سورة الأعراف: 188. [2] سورة النساء: 171-173. [3] سورة آل عمران: 59. [4] سورة "ص": 72. [5] سورة المنافقون: 8. [6] مر بنا قول المؤرخ الإنجليزي "ويلز" فما بشر به يسوع كان ميلادا جديدا للروح الإنسانية. إما ما علمه بولس فهو الديانة القديمة، ديانة الكاهن والمذبح".
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 29