responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 310
بل أي منطق وأي علم يقول إن الخالق -أيا كان هو- يمكن أن يخلق ما هو أرقى منه؟ وكيف يسيطر المخلوق على الخالق؟!
يقولون إن الإنسان نتاج المادة! فكيف نتج عن المادة؟ من الذي أنتجه؟ وكيف استطاع -وهو ناتج عن المادة- أن يسيطر عليها ويتحكم فيها؟!
وإذا قلنا إن المادة "تطورت" فأصبحت مادة حية، ثم تطورت فصارت إنسانا، فهل هذا يحل الإشكال من الوجهة العلمية؟!
كيف تطورت؟! ما الذي جد على طبيعتها -فجأة- فتطورت إلى مادة حية بينما هي كانت -في زعمهم- موجودة على صورتها منذ الأزل؟! وحين تطورت فلماذا لم تتطور كلها إلى مادة حية، لماذا بقيت كميات هائلة من المادة لم تتطور من قبل ومن بعد؟! ولماذا حدث التطور في اتجاه الحياة بالذات؟ ولماذا حدث مرة واحدة ثم توقف، فلم تعد ذرة واحدة من المادة الجامدة تتحول إلى خلية حية مهما بذل معها من التجارب ومهما تغيرت من حولها الظروف؟
وحين تطورت المادة الحية -تلقائيا! - فأصبحت -في أعلى حالات تطورها- إنسانا فلماذا توقفت في التطور عند الإنسان ولم تتطور إلى ما هو أعلى منه، مع أن التطور -في زعمهم- قانون من قوانين المادة، والقوانين لا تتوقف عن العمل، وإلا فهي ليست قوانين.
ومن ناحية أخرى كيف تسنى للمادة المتطورة -التي هي الإنسان- أن تسيطر وتتحكم في المادة التي نتجت عنها مع أن هذا ليس من قوانين المادة! فالقانون -المزعوم- هو تطور المادة وليس سيطرة المتطور من المادة على غير المتطور منها!
وهكذا نصل -علميا- إلى ذات الطريق المسدود سواء سرنا مع المادة الأزلية الأبدية عن طريق الخلق أو طريق التطور الذاتي، ولا نجد هذا "العلم" يفسر لنا شيئا على الإطلاق!
إننا لن نستطيع -مهما حاولنا- أن نمسك بهذا الهراء لنضعه على مائدة البحث العلمي؛ لأنه لا يتماسك حتى يوضع على مائدة البحث! وإنما نستطيع أن نفهمه في حالة واحدة. إذا أخرجناه تماما من دائرة العلم، ونظرنا إليه من زاوية الهدف المقصود منه، وسنجد أن هذه هي الوسيلة الصحيحة والميسرة.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست