responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 312
للإنسان.. ولكن في مقدمتها جميعا نفي الخلق عن الله سبحانه وتعالى -ونفي وجود الله في الحقيقة- وجعل "الخالق" أو "المنتج" للإنسان هو المادة.
إن الإنسان يستمد وجوده من إلهه وخالقه، ويستمد قدره من قدر ذلك الإله.
فحين يكون الخالق المعبود هو الله الحكيم المقتدر يكون الإنسان رفيع القدر بتكريم الخالق له -سبحانه- ومستعليا بالإيمان بخالقه العلي العظيم، أما حين يتدنى الخالق حتى يصبح هو المادة، فإن الإنسان يتدنى معه حتى يصل أسفل سافلين!
وقد هبطت البشرية هبوطا مستمرا منذ تفلتت من عبادة إلهها وخالقها، وكانت -حين نفت الخالق عن الله ونسبته إلى الطبيعة- قد بلغت مستوى كبيرا من الهبوط، ولكنه لم يكن كافيا في نظر المخططين بكل ما فيه من حيوانية وتبذل خلقي؛ فأرادوا له مزيدا من الهبوط، فهبطوا بالإله الخالق دركات حتى جعلوه هو المادة، وجعلوا الإنسان نتاج تلك المادة، فأي كرامة تبقى لهذا المخلوق -حتى في حس نفسه- حين يعرف أنه من نتاج المادة أو أنه نتاج تطور المادة؟ لا كرامة ولا آدمية ... وهذا هو المطلوب!
ولسنا نحن بحمد الله في حاجة إلى أقوال البشر نستدل بها على وجود الله وعلى وحدانيته، فعندنا كتابنا الذي نؤمن به، هو حسبنا في كل قضية من قضايا الحياة، وقد بسط القرآن قضية الألوهية بسطا لا يحتاج إلى تدبره بعقل مفتوح وقلب مفتوح.
ولكنا مع ذلك نأخذ شهادة على البشرية الضالة من علمائها في هذا القرن الذي نعيش فيه.
يقول: "رسل تشارلز إرنست" أستاذ الأحياء والنبات بجامعة فرنكفورت بألمانيا:
"لقد وضعت نظريات عديدة لكي تفسر نشأة الحياة من عالم الجمادات، فذهب بعض الباحثين إلى أن الحياة قد نشأت من البروتوجين، أو من الفيروس أو تجمع بعض الجزئيات البروتينية الكبيرة، وقد يخيل إلى بعض الناس أن هذه النظريات قد سدت الفجوة التي تفصل بين عالم الأحياء وعالم الجمادات.. ولكن الواقع الذي ينبغي أن نسلم به هو أن جميع الجهود التي بذلت للحصول

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست